Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 123-128)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قال اهبطا منها } خطاب لآدم وحزبه وإبليس وحزبه { بعضكم لبعض عدوّ فإمَّا يأتينَّكم مني هدىً } أي رسولٌ وكتاب { فمن اتّبع هداي } يعني الكتاب والرسول { فلا يضل } في الدنيا { ولا يشقى } في الآخرة { ومن أعرض عن ذكري } عن القرآن والعمل به { فإن له معيشة ضنكاً } ، قيل : عيشاً ضيقاً ، وقيل : هو الضريع والزقوم في النار ، وقيل : هو عذاب القبر ، فضمن الله لمن يقرأ القرآن وعمل بما فيه لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة { ومن أعرض عن ذكري } عن القرآن والعمل به { فإن له معيشة ضنكا } قال تعالى : { وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله } [ البقرة : 61 ] وقال : { ولو أنهم أقاموا التوراة والإِنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم } [ المائدة : 66 ] وقال : { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } [ الأعراف : 96 ] وقال : { استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً } [ النوح : 10 - 11 ] وقال تعالى : { وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً } [ الجن : 16 ] { ونحشره يوم القيامة أعمى } ، قيل : عمي البصر { قال رب لم حشرتني أعمى } هو سؤال استفهام أي لأي ذنب ، وقيل : تضرع ، وقيل : كنت بصيراً بعينين ، وقيل : كنت بصيراً بحجتي عند نفسي { كذلك أتتك آياتنا } حجتنا { فنسيتها وكذلك اليوم تنسى } أي كما أتتك آياتي فأعرضت عنها كذلك اليوم تترك ، قال جار الله : كذلك أتتك آياتنا فلم تنظر إليها بعين المعتنين ولم تبصر وتركتها وعميت عنها فكذلك اليوم تترك ولا يزال غطاك عينك ، قال جار الله : ختم آيات الوعيد بقوله : { ولعذاب الآخرة أشدّ وأبقى } كأنه قال : وللحشر على الأعمال الذي لا يزول أشد من ضيق العيش المبقى ، وأراد لتركنا إياه في العمى أشد وأبقى من تركه آياتنا ، قوله تعالى : { وكذلك نجزي } نعاقب { من } أسرف بالمعاصي { ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشدّ } من عذاب الدنيا { وأبقى } أي أدوم { أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون } الأمم الماضية { يمشون في } ديارهم ، قيل : كانت قريش تتجر إلى الشام فتمر بديار عاد وثمود وترى مساكنهم خالية ، وقيل : { مساكنهم } قبورهم لأنها مساكن الموتى يعني لم يكن هادياً لهم ، ودلائل وكم أهلكنا { إن في ذلك } أي في الهلاك للأمم { لآيات } لعبرة { لأولي النهى } لذوي العقول الذين تدبروا في أحوالهم وما كانوا فيه من نعم الدنيا وعظم الشأن .