Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 70-82)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فألقي السحرة سجّداً } يعني سجدوا لله تعالى ، و { قالوا آمنَّا برب } العالمين رب { هارون وموسى } فقال فرعون للسحرة { آمنتم له قبل أن آذن لكم } في الإِيمان { إنه } يعني موسى { لكبيركم الذي علَّمكم السحر فلأقطعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف } يعني اليد اليمنى والرجل اليسرى { ولأصلبنكم في جذوع النخل } ، قيل : على جذوع النخل { ولتعلمن أيَّنا اشد عذاباً } على كفركم بي وأبقى يعني أنا أم رب موسى ، فلما سمع القوم المستبصرون وعيده لهم آثروا طاعة والدار الآخرة ونعيمها ، و { قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا } يعني خلقنا { فاقض ما أنت قاض } اصنع ما أنت صانع وتقديره اصنع ما شئت فلسنا نرجع عن دين الله { إنما تقضي هذه الحياة الدنيا } يعني إنما تملك الحكم والأمر في الدنيا دون الدار الآخرة { إنا آمنَّا بربِّنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر } أي ما أمرتنا به من عمل السحر ، لما علموا وعيد الله هان عليهم وعيد فرعون { والله خير وأبقى } ، قيل : خير ثواباً للمؤمنين ، وأبقى للعاصين منك لأنك فان هالك ، وقيل : قالوا لفرعون : أرنا موسى إذا نام فأراهم فإذا هو نائم وعصاه تحرسه ، فقالوا : ليس هذا سحر ، إن الساحر إذا نام بطل سحره ، فأبى عليهم إلاَّ يعملوا فذلك اكراههم وروي أن رؤساء السحرة كانوا اثنين وسبعين ساحراً ، الاثنان من القبط والباقي من بني اسرائيل ، وكان فرعون أكرههم على السحر { إنه من يأت ربه مجرماً } ، قيل : إنه خبر من الله اعتراض بين القصتين على غير وجه الحكاية ، وقيل : هو حكاية عن السحرة ، من يأت إلى الموضع الذي وعد ربه مجرماً مشركاً أي عاصياً { فإن له جهنم لا يموت فيها } فيستريح { ولا يحيى } حياة هنيئة { ومن يأته مؤمناً } أي مات على الإِيمان وأتى الآخرة { قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى } الرفيعة ، ثم فسَّر الدرجات فقال سبحانه : { جنات عدن } امامه يعني دائمة { تجري من تحتها الأنهار } تحت أشجارها وأبنيتها { وذلك جزاء من تزكّى } تطهّر من أدناس الذنوب ، وعن ابن عباس قال : لا إله إلا الله ، ثم بيَّن تعالى إصرارهم على الكفر وإهلاك قوم فرعون فقال سبحانه : { ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي } أي أسر بهم ليلاً من أرض مصر { فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً } أي اجعل لهم طريقاً في البحر لا ماء فيه { لا تخاف دركا } أي يدركك فرعون { ولا تخشى } شيئاً من أمر البحر ، قيل : لا تخاف كون فرعون خلفك ولا كون البحر أمامك { فأتبعهم فرعون } أي مضى خلفهم ولحقهم { بجنوده } وخيله وإنما أدخله فرسه ، وقيل : تقدمهم جبريل { فغشيهم من اليمِّ ما غشيهم } أي أصابهم في البحر ما أصابهم وغمرهم الماء { وأضل فرعون قومه وما هدى } ، قيل : أهلكهم في البحر وما نجاهم من الغرق وقيل : أضلهم عن الدين وما هداهم إلى خير ، ثم عاد الكلام إلى خطاب بني إسرائيل وذكر نعمته عليهم فقال سبحانه وتعالى : { يا بني إسرائيل } وهذا خطاب لهم بعد إنجائهم من البحر وإهلاك فرعون ، وقيل : خطاب للذين كانوا في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { قد أنجيناكم من عدوّكم } أي من فرعون وأعوانه واستعادة النعمة على الأسلاف تكون نعمة الأخلاف ، فلهذا ذكرهم بها على قول من يقول : إنه خطاب لمن كان على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وواعدناكم جانب الطور الأيمن } ، قيل : وعدنا موسى جانب الجبل الذي هو الطور فاختار موسى سبعين رجلاً وذهب بهم إلى الموعد وأعطي التوراة { ونزّلنا عليكم المنَّ والسلوى } يعني في التيه وقد تقدم { كلوا من طيبات ما رزقناكم } ، قيل : الطيب الحلال { ولا تطغوا فيه } لا تجاوزوا الحد ولا تأكلوا الحلال { فيحلَّ عليكم غضبي } أي يجب أو ينزل على اختلاف القرآن { ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى } أي هلك { وإني لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى } يعني لزم الإِيمان إلى أن مات .