Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 60-69)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فتولى فرعون } أي انصرف وفارق موسى على الموعد { فجمع كيده } سحره وحيله { ثم أتى } الميعاد ، ثم بيَّن تعالى بعد اجتماعهم للموعد فقال سبحانه : { قال لهم موسى } للسحرة { ويلكم } كلمة وعيد وتهديد ، وعن وهب لما قال : { ويلكم } الآية ، قالوا : ما هذا بقول ساحر { فيسحتكم } ، قيل : يستأصلكم بعذاب ، وقيل : يهلككم { فتنازعوا أمرهم بينهم } ، قيل : تشاورت السحرة { وأسرُّوا النجوى } أي أخفوا كلامهم عمّن أخفوه ، قيل : من فرعون وقومه ، أي تناجوا فيما بينهم وأخفوا عنه ما علموا من أمر موسى ، وقيل : أخفوا عن موسى وهارون أن ما جرى مع فرعون في إبطال أمرهما ، وقيل : أخفوا عن عوام الناس ليوهموا عليهم ، واختلفوا في الذي أسرّوا قيل : قالوا : إن كان ساحراً شغلته ، وإن كان أمراً سماوياً فله أمره ، وقيل : أسرّوا عن موسى وهارون { إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى } ، قيل : أولو الفضل والشرف والأنساب ، وقيل : يذهبا بطريقتكم التي أنتم عليها في السيرة والدين { فأجمعوا كيدكم } ، قيل : هو قول فرعون للسحرة ، وقيل : هو من قول السحرة بعضهم لبعض { ثم ائتوا صفاً } ، قيل : جمعاً ، وقيل : صفوفاً ولا يختلف عنَّا منكم أحد ، لأنَّه في صدور الراس ، وروي أنهم كانوا سبعين ألفاً مع كل واحد منهم حبل وعصا وقد أقبلوا إقبالة واحدة { وقد أفلح اليوم من استعلى } من غلب ، ثم بيَّن تعالى ما جرى بينهم فقال سبحانه : { قالوا } يعني السحرة { يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى } وإنما قالوا ذلك إيهاماً أن الغلبة لهم ، وقيل : كان بلغهم أن العصا تتقلب مرة حية ومرة عصا { قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيُّهم يخيّل إليه من سحرهم أنها تسعى } تمشي ، ويقال : كيف صنعوا حتى خيل أنها تسعى ؟ قالوا : كانوا نقروا العصا وجعلوا فيها الزئبق ، وكذلك جعلوا الزئبق في الحبال ، فلما اصابها حرّ الشمس اهتزت وتحركت ، وقيل : حفروا أسراباً ثم أوقدوا فيها النار ، ثم ألقوا عليها الحبال والعصي ، فلما أصابها حرّ النار تحركت ، وكانوا سبعين ألفاً ومع كل واحد منهم حبل وعصا { فأوجس في نفسه خيفةً موسى } ، قيل : خاف التلبيس على العوام ، وقيل : الخوف إضمار شيء منه { قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى } الغالب القاهر { وألقِ ما في يمينك } أي العصا { تلقف } أي تبتلع { ما صنعوا } من الحبال والعصي ، قال : لما ألقى عصاه صارت حيةً وطافت حول الصفوف حتى رآها الناس كلهم ثم قصدت نحو الحبال والعِصي فابتلعتها كلها مع كثرتها ، ثم أخذها موسى فعادت عصا ، فلما رأت السحرة ذلك علموا أنه ليس بسحر وأنها معجزة آمنوا .