Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 24-29)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أم اتخذوا من دونه } توبيخ استعظاماً لكفرهم أي اتخذوا أرباباً يعبدون { قل هاتوا برهانكم } أي حجتكم على ذلك أما من جهة العقل وأما من جهة الوحي ، فإنكم لا تجدون كتاباً من كتب الأول إلاَّ وتوحيد الله وتنزيهه عن الأنداد مدعواً إليه والإِشراك منهي عنه متوعد عليه ، ثم بيَّن أن لا حجة على ما قلتم عقلاً ولا شرعاً فقال سبحانه : { هذا ذكر من معي } بالحق في إخلاص الإِلهية { و } هذا { ذكر من قبلي } في التوراة والإِنجيل ، وقيل : القرآن { ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم } متقلدون في الكفر { لا يعلمون الحق فهم معرضون } عن النظر والتفكر في الحق ، وقيل : معرضون عن القرآن والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاَّ يوحى إليه أنه لا إله إلاَّ أنا فاعبدون } يعني لم نبعث رسولاً إلا بالدعاء إلى التوحيد { وقالوا اتخذ الرحمان ولداً } الآية نزلت في خزاعة ، قالوا : الملائكة بنات الله { بل عباد مكرمون } يعني هو منزّه عما وصفوه به بل الملائكة عباد كغيرهم من العبيد مكرمون { لا يسبقونه بالقول } أي لا يقدمونه بالقول والعمل ولا يجاوزون حد أمره ولا يقولون إلا بأمره { وهم بأمره يعملون } { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } يعني يعلم إقبالهم وإدبارهم ، وقيل : باطنهم وظاهرهم { ولا يشفعون إلاَّ لمن ارتضى } أي ليس لهم محل الشفاعة إلا بإذنه كسائر العبيد ، ارتضى يعني لمن رضي الله { وهم من خشيته مشفقون } أي من خوف عذابه لمكان وعده ووعيده خائفون { ومن يقل منهم إني إله } يعني من يقل ذلك منهم على ما زعم الكفار فذلك { نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين } الذين يصفون الله بما لا يليق به .