Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 30-38)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أولم يرَ الذين كفروا } استفهام ، والمراد به التقريع ، يعني هو الذي يفعل هذه الأشياء لا يقدر غيره عليها فهو الإِله المستحق للعبادة دون غيره { إن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما } تقديره كانتا ذات رتق فجعلناهما ذات فتق ، ومعنى ذلك أن السماء كانت لاصقة بالأرض لا فضاء بينهما ، أو كانت السماوات متلاصقات ، فكذلك الأرضون لا فرج بينهما ففتقهما وفرج بينهما ، وقيل : فتقهما بالمطر والنبات بعدما كانت مصمتة ، وقيل : خلقهما بعضهما على بعض ثم خلق ريحاً ففتحتهما ، وقيل : كانت طبقة واحدة ففتقهما سبع سماوات وسبع أرضين { وجعلنا من الماء كل شيء حي } ، قيل : خلقنا كل شيء حي من نطفة نحو قوله : { والله خلق كل دابة من ماءٍ } [ النور : 45 ] ، وقيل : أراد به الماء في الحقيقة ، وقيل : جعلنا الماء حياة كل ذي روح ونماء كل نامي فيدخل فيه الحيوان والنبات والأشجار { وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجاً } طرقاً واسعة من الجبال لولا ذلك لما أمكن السلوك { سبلاً } طرقاً لعلكم تهتدون { وجعلنا السماء سقفاً } يعني كالسقف { محفوظاً } من أن يسقط على الأرض ، وقيل : محفوظاً من الشياطين بالشهب { وهم عن آياتها } أعني حجج السماء وما جعل فيها من دلالات الحدث والشمس والقمر وسائر النيران { معرضون } يعني أعرضوا عن التفكر فيها والاستدلال بها ، وإنما قال آيات لأن في السماء آيات كثير { وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كلٌّ يجري في فلك يسبحون } ، قيل : الفلك هو جسم تدور عليه الكواكب كفلكة المغزل ، وقيل : كهيئة حديد الرَحَى عن مجاهد ، ويحتمل أن يكون عبارة عن مجرى الكواكب ، قال : ويحتمل أن يكون جسماً عليه الكواكب وهو قول أكثر المتكلمين ، أعني الوجهين كلاهما وإنما أضاف الفعل إليهما توسعاً فإنه تعالى هو المجري { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد } الآية نزلت في الذين قالوا : نتربص بمحمد ريب المنون ، يعني ما جعلنا البقاء لآدم في الدنيا { أفإن متّ فهم الخالدون } { كل نفس } يعني جميع البشر ، أي كل حي ذائق الموت { ونبلوكم } نعاملكم معاملة المختبر بالشدة والرخاء { ثم إلينا ترجعون } أي إلى حكمه وجزائه { وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلاَّ هزواً } وهكذا حال الجاهل يعني يتخذونك هزواً وسخريةً ، يعني يقول بعضهم لبعض : { أهذا الذي يذكر آلهتكم } ، قيل : يعيبها بأنها لا تنفع ولا تضر { وهم بذكر الرحمان هم كافرون } ، قولهم : ما نعرف الرحمان إلا مسيلمة { خلق الإنسان من عجل } أي على عجلة في أمره ، قال أبو علي : يستعجل في كل شيء يشتهيه ، والإِنسان لا يخلو من العجلة ولكن ذكره ها هنا مبالغة في وصفه بالعَجَلة ، وعن ابن عباس : أنه أراد بذلك آدم وأنه حين بلغ الروح صدره ولم يتبالغ فيه الروح أراد أن يقوم ، روي لما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة ولما دخل جوفه اشتهى الطعام ، وقيل : المراد به النضر بن الحرث استعجل العذاب تكذيباً ، والظاهر أن الآية عامة في جميع الإِنسان ، وقيل : العجل الطين أي خلق الإِنسان من الطين { سأريكم آياتي } حججي في التوحيد والعدل والنبوة { فلا تستعجلون } بطلب الآيات ، وقيل : سأريكم عذابي إذا نزل إليكم فلا تستعجلوه ، فهو نازل بهم يوم بدر وغيره من الأيام من القتل والأسر في الدنيا ، وقيل : أراد يوم بدر وغيره ، وقيل : عذاب الآخرة { ويقولون متى هذا الوعد } الذي تعدنا من العذاب قبل القيامة { إن كنتم صادقين } في ذلك .