Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 83-88)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأيّوب إذ نادى ربه } لما اشتدت المحنة به وانقرضت أحواله ونفدت أولاده وسوس له الشيطان بما ضيق صدره فدعا ربه وكان أيوب ( عليه السلام ) من ولد إسحاق بن يعقوب وقد استثناه الله وبسط عليه الدنيا وكثر أهله وماله ، وكان له سبعة بنين وسبع بنات ، وكان له أصناف البهائم وخمس مائة فدّان يتبعها خمسمائة عبد لكل عبد امرأة وولد ، فأبلاه بذهاب ولده ، انهدم عليهم البيت فهلكوا ، وبذهاب ماله ، وبالمرض في بدنه ثمان عشرة سنة ، وقيل : ثلاث عشرة سنة ، وقيل : سبع سنين ، وقيل : أربعون ، وقيل : ثمانون سنة { وآتيناه أهله } ورد الله عليه أهله وجميع ماله { ومثلهم معهم رحمة من عندنا } أي نعمة منا عليه { وذكرى للعابدين } أي لكل مؤمن في الصبر والانقطاع إلى الله والتوكل عليه لأن كل من تذكر أمر أيوب سهل عليه الأمر وهان عليه المحن ، وقيل : لئلا يعجبوا بعبادتهم إذا علموا حال أيوب ، وقيل : ليقتدي به أهل البلاء ويعلموا أن عاقبة الصبر محمودة { وإسماعيل } هو أكبر ولد إبراهيم وأمه هاجر ، وقيل : هو الذبيح ، قال في الحاكم : وهو الصحيح { وذا الكفل } هو الياس ، وقيل : زكريا ، وقيل : يوشع بن نون ، قال جار الله : كأنه سمي بذلك لأنه ذو الحظ من الله ، وقيل : كان له ضعف عمل الأنبياء في زمانه ، وقيل : ضعف ثوابهم وقيل : كان يتكفل ، وقيل : كان يتكفل بأمر من قام به { وأدخلناهم في رحمتنا } أي أنعمنا عليهم ، بالنبوة ، وقيل : بالجنة والثواب { إنهم من الصالحين } أي الفاعلين للصلاح في أمر دينهم ، ثم ذكر قصة يونس وزكريا فقال سبحانه : { وذا النون } أي صاحب النون وهو يونس { إذ ذهب مغاضباً } لقومه يعني غضب على قومه حين عصوه ولم يؤمنوا به فخرج قبل أن يؤذن ، وظنّ أنه لا يعدّ ذنباً فكانت صغيرة مغفورة من جهته { فظن أن لن نقدر عليه } يعني نضيق عليه ، وقيل : ظنّ أن لن نقضي عليه بالعقوبة ، وقيل : ظنّ أن لن نقضي عليه بالرجوع إلى قومه ، والقدرة بمعنى القضاء { فنادى في الظلمات } ، قيل : ظلمة الليل ، وقيل : ظلمة البحر وظلمة بطن الحوت ، وقيل : حوت في بطن حوت آخر ، وروي أنه اقترع أهل السفينة وخرجت القرعة عليه ثلاث مرات فقام وقال : أنا العبد الآبق وألقى نفسه في الماء فابتلعه حوت واختلفوا كم مكث في بطنه قيل : أربعون يوماً وليلة ، وقيل : سبع أيام ، وقيل : ثلاثة ، وأمسك الله نفسه في بطن الحوت حيَّاً معجزة له ، وقوله : { أن لا إله إلاَّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } لنفسي { فاستجبنا له } أي أجبنا دعاءه { ونجّيناه من الغم } من غم البحر ، وقيل : قذفه الحوت إلى الساحل ثم أرسله الله إلى قومه { وكذلك ننجي المؤمنين } إذا دعونا ، وعن سعيد بن المسيب يرفعه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اسم الله إذا دعي به أجاب دعاء يونس " . قال الراوي : قلت : يا رسول الله أله خاصة ؟ قال : " له خاصة ولجميع المسلمين عامَّة ألم تسمع إلى قوله : { وكذلك ننجي المؤمنين } " .