Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 16-22)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وكذلك أنزلناه } يعني القرآن كله { آيات بيّنات } حجج على التوحيد والعدل { وأن الله يهدي } به الذين يعلم أنهم يؤمنون ، وقيل : يهدي إلى طريق الجنة { إن الذين آمنوا } بمحمد وقبلوا دينه { والذين هادوا } وهم اليهود ونسبوا إلى اليهوديَّة من قولهم إنَّا هدنا إليك { والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا } ، قال قتادة : الأديان ستة : خمسة للشيطان وواحد للرحمان ، فالمؤمن من آمن بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والكافر اليهود والنصارى والصابئين والمجوس والذين أشركوا { إنَّ الله يفصل بينهم يوم القيامة } بين المحق والمبطل بأن بيَّن المحق من المبطل وينصف المظلوم من الظالم { إن الله على كل شيء شهيد } عالم بأحوالهم يجازي كل أحد بعمله { ألم تر أن الله } يعني ألم تر أيها السامع ، وقيل : ألم تعلم ، والرؤية بمعنى العلم ، وقيل : الرؤية بالنظر ، والأول أصح كأنه قيل : ألم تر بعقلك وقلبك أن الله يسبح { له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب } ، قيل : تخضع له فيصرفها كما شاء قال الشاعر : @ تجمع بظل البليق في حجراته ترى الأكم فيها سجّدا للحوافر @@ قيل : ما فيها من التسخير وآثار الصنعة يدعو إلى سجوده وعبادته فكأنه يسجد ، وقيل : سجود المؤمن ما يفعله من العبادة ، وسجود كل شيء سوى المؤمن سجود ظله حين تطلع الشمس وحين المغيب { وكثير من الناس } يسجد طوعاً وهم المؤمنون { وكثير حقّ عليه العذاب } بإبائه السجود { ومن يهن الله فما له من مكرم } من معزّ ينجيه من العذاب ويدخله الجنة { هذان خصمان اختصموا في ربهم } الآية نزلت في ستة نفر برزوا يوم بدر وهم حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعتبة وشيبة إبنا ربيعة والوليد بن عتبة عن أبي ذر وعطاء ، وكان أبو ذر يقسم بالله أنها نزلت فيهم ، وقيل : هم أهل الفرقان وأهل الكتاب اختصموا ، وقالت كل فرقة : نحن أولى بالحق ، وقيل : هم المؤمنون والكفار كلهم { فالذين كفروا قطّعت لهم ثياب من نار } قيل : تجعل ثياب نحاس من نار وهي أشد ما يكون { يُصبّ من فوق رؤوسهم الحميم } الماء الحار ، عن ابن عباس : لو سقطت منه نطفة على جبال الدنيا لأذابتها { يصهر به ما في بطونهم } من الكبد والأفئدة والأمعاء والجلود { ولهم مقامع من حديد } سياط من حديد يضربون بها عقوبة لهم { كلما أرادوا } الخروج ضربتهم الخزنة بالمقامع ، وفي الحديث : " لو وضعت مقمعة منها في الأرض فاجتمع عليها الثقلان ما أقلوها " وعن الحسن : أن النار تضربهم بلهَبها فترفعهم حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بالمقامع فهووا فيها سبعين خريفا { وذوقوا عذاب الحريق } الغليظ من النار .