Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 23-27)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار يحلّون فيها من أساور } وهي حلية اليد { ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير } يعني الديباج { وهُدوا إلى الطيب من القول } وهداهم الله وألهمهم أن يقولوا الحمد الله الذي صدقنا وعده وهداهم إلى طريق الجنة ، وقيل : هو الكلام الحسن فلا يسمعون في الجنة إلا ما يحبون ، وقيل : هدوا في الدنيا إلى الطيب من القول وهو الإِيمان { وهدوا } أرشدوا { إلى صراط الحميد } قيل : الدين ، وقيل : طريق الجنة ، قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله } عن دينه ، وقيل : عن الحج والعمرة { والمسجد الحرام } يعني ويصدون عن المسجد الحرام وهو الكعبة ، وقيل : الحرم والأول والمراد نفس المسجد يستوي فيه جميع الخلق { سواء العاكف فيه والباد } ، قيل : هما سواء في تعظيم حرمته وقضاء النسك ، وقيل : هما سواء في المنزل فليس أحد أولى بالمنزل من الآخر ، وجزموا بهذا دون مكة وكرهوا إجارتها أيام الموسم عن ابن عباس وسعيد بن جبير ، العاكف المقيم ، والباد الجاي إليه من الآفاق { ومن يرد فيه بإلحاد } الإلحاد العدول عن القصد { بظلم نذقه من عذاب أليم } ، قيل : الإِلحاد في الحرم منع الناس عن عمارته ، وعن عطاء قول الرجل في المبايعة لا والله بلى والله ، وكل من ارتكب ذنباً فهو كذلك { وإذ بوَّأنا لإِبراهيم } . قال جار الله : واذكر حين جعلنا لإِبراهيم { مكان البيت } ودللناه عليه قيل : أراه جبريل مكانه لأنه رفع إلى السماء أيام الطوفان وكان من ياقوتة حمراء فأعلم الله إبراهيم مكانه { وطهّر بيتي } من الأصنام والأوثان والأقذار أن يطرح حوله { للطائفين } أي من يطوف بالبيت { والقائمين } في الصلاة { والركع السجود } لمن يعبد الله ويخضع { وأذّن في الناس بالحج } نادِ فيهم ، والنداء بالحج أن يقول : حجّوا وعليكم بالحج ، وروي أنه صعد أبا قبيس فقال : " يا أيها الناس حجّوا بيت ربكم " وعن الحسن : أنه خطاب لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمر أن يفعل ذلك في حجة الوداع { يأتوك رجالاً } جمع راجل كقائم وقيام { وعلى كل ضامر } أي راكب على كل ضامر وهو البعير المهرول وقد أضمره طول الطريق { يأتين من كل فجّ عميق } أي طريق بعيد ، والعميق يقال بئر بعيد العمق .