Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 28-31)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ليشهدوا منافع لهم } التجارات ، وقيل : التجارة في الدنيا والآخرة ، وقيل : منافع العفو والمغفرة { ويذكروا اسم الله في أيام معلومات } ، قيل : المعلومات عشر ذي الحجة ، والمعدودات أيام التشريق ، وسميت معدودات لقلَّتها ، فأما الذكر فقيل : هو التسمية عند الذبح ، وقيل : التكبير { على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } ، قال جار الله : البهيمة مبهمة في كل ذات أربع في البر والبحر فثبتت في الأنعام وهي البقر والغنم والإِبل والضأن والمعز { فكلوا } إباحة وليس بواجب { منها } من بهيمة الأنعام ، وقيل : هي الهدايا ، وقيل : بل يأكل المضحي وإن قلّ ، والأول { وأطعموا البائس } الذي أصابه بؤس أي شدَّة ، وقيل : البائس الزمن { والفقير } المحتاج { ثم ليقضوا تفثهم } ، قيل : مناسك الحج كلها ، قال جار الله : قصّ الشارب والأظفار ونتف الابط والاستحداد ، والتفث الوسخ ، والمراد قضاء إزالة التفث { وليوفوا نذورهم } مواجيب حجّهم أو ما عسى أن يذروه من أعمال البر في حجهم { وليطوفوا } طواف الإِفاضة ، وهو طواف الزيادة الذي هو أركان الحج ويقع به تمام التحلل { العتيق } لأنه أول بيت وضع للناس ، وعن قتادة : أعتق عن الجبابرة كم من جبار سار إليه لهدمه فمنعه الله ، وعن مجاهد : لم يملك قط ، وعنه : أعتق عن الغرق ، وقيل : بيت كريم ، قال جار الله : فإن قلتَ : قد سُلِّط عليه الحجاج فلم يمنع ، قلتُ : ما قصد التسليط على البيت وإنما تحصن به إلى ابن الزبير رحمه فاحتال لإِخراجه ثم بناه ، ولما تسلط أبرهة فعل ما فعل { ذلك ومن يعظّم حرمات الله } قال جار الله : وهو ما لا يحل هتكه وجميع ما كلفه الله عزَّ وجل بهذه الصفة من مناسك الحج وغيرها ، فيحتمل أن يكون عاماً في جميع تكاليفه ، ويحتمل أن يكون خاصاً فيما يتعلق بالحج ، وعن زيد بن اسلم : الحرمات خمس الكعبة الحرام ، والمسجد الحرام ، والبلد الحرام ، والمحرم حتى يحل { وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم } والمعنى أن الله يداخل لكم الأنعام كلها إلا ما يتلى عليكم في سورة المائدة { حرمت عليكم الميتة والدم } [ المائدة : 3 ] الآية { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } يعني عبادة الأوثان وتعظيمها ، يعني عظموا الله فإنه أهل التعظيم ، وإنما سمَّاه رجساً تشبيهاً لأنه يجب اجتنابه ، وقيل : كانوا يلطخونها بالدم ، قال جار الله : فكأنه قيل : اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان { واجتنبوا قول الزور } ، قيل : الكذب ، وقيل : تلبية المشركين إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك ، وقيل : قولهم هذا حلال وهذا حرام وما أشبه ذلك من افترائهم ، وقيل : شهادة الزور ، وقيل : البهتان والكذب { ومن يشرك بالله فكأنما } الآية ، قال جار الله : تشبيهاً مركباً فكأنه قال : من أشرك بالله فقد أهلك نفسه إهلاكاً ليس بعده مصورة حال من { خرّ من السماء } فاختطفه الطير فتفرق مسرعاً في حواصلها ، أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المطارح البعيدة ، وإن كان مفرقاً فقد شبه الايمان في علوّه بالسماء ، والذي ترك الإِيمان بالله واختار الشرك بالساقط من السماء .