Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 38-44)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إن الله يدافع عن الذين آمنوا } ، قيل : شدائد الدنيا بأن ينصرهم ويأمر بتعظيمهم ، معناه يبالغ بالدفع عنهم { أُذن للذين يقاتلون } قرأ بنصب التاء نافع ، وبكسرها أبو عمرو وابن كثير ، والمعنى أذن لهم في القتال فحذف المأذون فيه لدلالة { بأنهم ظلموا } أي بسبب كونهم مظلومين وهم أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كان مشركوا مكة يؤذونهم أذىً كثيراً ، وكانوا يأتون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما بين مضروب ومستجرح يتظلمون اليه فيقول لهم : " اصبروا فإني لم أؤمر بالقتال " حتى هاجر ، ونزلت الآية وهي أول آية أذن فيها بالقتال بعد ما نهي عنه في نيف وسبعين آية ، وقيل : نزلت في قوم خرجوا مهاجرين فاعترضهم مشركوا مكة فأذن لهم في مقاتلتهم { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض } بالجهاد وإقامة الحدود يعني إظهاره وتسليط المسلمين على الكفار بالمجاهدة ، ولولا ذلك لاستولى المشركون على أهل الملل المختلفة في أزمنتهم متعبداتهم فهدموها ولم يتركوا للنصارى بيعاً ولا لرهبانهم صوامع ولا لليهود صلوات ولا للمسلمين مساجد ، وتغلب المشركون في أمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على المسلمين وعلى أهل الكتاب الّذين في ذمتهم وهدموا متعبدات الفريقين وسميت الكنيسة صلاة لأنه يصلى فيها { ولينصرنّ الله من ينصره } أي ينصر دينه وأولياءه ، يعني ومن ينصر أولياءه { إن الله لقوي } يعني قادر { عزيز } لا يغالب { الذين إن مكّناهم في الأرض } قيل : هم { المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم } [ الحشر : 8 ] ، وقيل : هم أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : أهل الصلوات الخمس ، وقيل : هذه الأمة { أقاموا الصلاة } أي أداموها { وآتوا الزكاة } { ولله عاقبة الأمور } أي أمور الخلق ومصيرهم اليه يوم القيامة { وإن يكذبوك } فيما أتيتهم من الدين { فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود } { وقوم إبراهيم وقوم لوط } { وأصحاب مدين } وهم قوم شعيب { وكُذّب موسى } ولم يقل قومه لأن قومه بنو إسرائيل لعنوا وإنما كفر فرعون وقومه { فأمليت للكافرين } أي أمهلتهم ولم أعجل بالهلاك لإِقامة الحجة عليهم { ثم أخذتهم } بالعذاب { فكيف كان نكير } عليهم ، وقيل : فكيف كان نكير ألم أبدلهم بالنعمة نقمة وبالكثرة قلة ، وبالحياة هلاكاً وبالعمارة خراباً .