Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 45-51)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فكأيّن من قرية } أي كم من قرية { أهلكناها وهي ظالمة } أي أهلكناها ظالمة { فهي خاوية على عروشها } قيل : ساقطة على سقوفها ، أي تهدمت الحيطان على السقوف ، وقيل : خالية عن أهلها ، قال جار الله ( رحمه الله تعالى ) : { وبئر معطلة } متروكة مخلاة من أهلها { وقصر مشيد } قيل : رفيع طويل ، والمعنى كم قرية أهلكناها وكم بِئر عطلناها عن سقائها وقصر مشيَّد ، قال جار الله : والمشيد المجصص المرتفع البنيان ، وروي أن هذه بئر نزل عليها صالح مع أربعة آلاف نفر ممن آمن به ونجاهم الله من العذاب وهم بحضرموت ، وإنما سميت بذلك لأن صالحاً حين حضرها مات ، وثم بلد عند البئر اسمها حاصوراء بناها قوم صالح ، وأمروا عليها جهلس بن حلاس فأقاموا بها زماناً ، ثم كفروا وعبدوا صنماً ، وأرسل الله اليهم حنظلة بن صفوان نبياً فقتلوه ، فأهلكهم الله وعطّل بئرهم وخرَّب قصورهم { أفلم يسيروا في الأرض } يحتمل أنهم لم يسافروا فحثوا على السفر ليروا مصارع من أهلكهم الله بكفرهم ويحتمل أن يكونوا قد سافروا وراء ذلك ولكن لم يعتبروا فجُعِلوا كأن لم يسافروا ولم يروا { فتكون لهم قلوب يعقلون بها } ما يجب أن يعقل من التوحيد ويسمعون ما يجب أن يسمع من الوحي { فإنها لا تعمى الأبصار } يعني أبصار هؤلاء الكفار { ولكن تعمى القلوب } حيث لم يتفكروا { التي في الصدور } ، وقيل : أراد بالعمي الضلال ، يعني ضلّ القلب دون البصر ، وذكر الصدر تأكيداً { ويستعجلونك بالعذاب } نزلت في النضر بن الحارث واستعجالهم بالعذاب ردّاً وكذباً { ولن يخلف الله وعده } لن يخلف الله شيئاً ، وذلك أنهم وعدوا وعداً ولن يخلف الله شيئاً منه وهذا يوم بدر أو يوم القيامة { وإن يوماً عند ربك } يعني يوم القيامة { كألف سنة مما تعدون } قيل : يوم من أيام الآخرة كألف سنة من أيام الدنيا ، وقيل : أن يوماً في مقدار العذاب في ذلك اليوم لشدته كمقدار عذاب ألف سنة من أيام الدنيا ، وقيل : أراد الطول ووقوف العبد للمحاسبة يوم القيامة ، ومتى قيل : كيف يصح ذكر اليوم في الآخرة لا نهار ولا ليل ؟ قالوا : يحتمل أن يكون هناك علامة إذا بلغ ذلك القدر سمي يوماً فيكون مقداره في الدنيا ألف سنة { وكأين من قرية أمليت لها } أي أمهلت لها { وهي ظالمة } أي أهلها فلم أعاجلها بالعذاب للمصلحة { ثم أخذتها } بالعذاب { وإليَّ المصير } للجميع فيه أن طول الإمهال لا يعتبر به { قل } يا محمد { يأيّها الناس إنما أنا لكم نذير مبين } نذير مخوف بالعذاب لمن عصى ومبشراً بالجنّة لمن أطاع { فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم } ، قيل : نعيم الجنة وهو أكرم نعيم وأكبر دار { والذين سعوا } على طمع { في آياتنا } في إعجاز الرسول والمؤمنين فأضافه إلى نفسه تعظيماً ، وقيل : مقدرين أن يعجزوا الله ولن يعجزوه ، وقيل : مغالبين ، وقيل : سابقين ، وقيل : يعجزون المؤمنين ، وقرأ ابن كثير معجزين بالتشديد { أولئك أصحاب الجحيم } يعني الملازمون لجهنم خالدين فيها .