Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 58-66)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والذين هاجروا } أعاد ذكرهم وإن كانوا دخلوا في الذين آمنوا وعملوا الصالحات تعظيماً لهم وتفخيماً لشأنهم لكونهم فارقوا أوطانهم وأموالهم ابتغاء مرضاة الله { ثم قتلوا } في الجهاد { أو ماتوا } في المعركة { ليرزقنهم الله رزقاً حسناً } في الجنة { وإن الله لهو خير الرازقين } ما إذا رآه لا يمدن عينيه إلى غيره لا يقدر على ذلك إلا الله ، وقيل : بل هو قوله : { بل أحياء عند ربهم يرزقون } [ آل عمران : 169 ] { ليدخلنّهم مدخلاً يرضونه } يعني مكاناً يدخلونه ويرضونه وهو الجنة { وإن الله لعليم } بمواضع الجزاء ومقداره { حليم } بالإمهال إلى ذلك اليوم { ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به } الآية نزلت في قوم من المشركين لقوا جماعة من المسلمين فقاتلوهم في الشهر الحرام فنهاهم المسلمون عن ذلك فأبوا فنصِروا عليهم ، ومعنى { من عاقب بمثل ما عوقب به } فينتقم من عدوه ، وقيل : الأول لم يكن عقوبة ولكن هو كقولهم الحر بالحر ، وقيل : أراد القصاص بالقتل أن يقتل قاتل وليه ، وقيل : أراد أن يخرجوهم من ديارهم مثل ما أخرجوهم { لينصرنه الله إن الله لعفوٌ غفور } عمن ينتصر من ظالمه ، غفور يغفر له ، وقيل : هو عام ، قوله تعالى : { ذلك بأن الله يولج الليل في النهار } الإِيلاج الادخال ، قال جار الله : { ذلك } أي ذلك النصر سبب أنه قادر ، ومن آيات قدرته البالغة أنه { يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل } أو سبب أنه خالق الليل والنهار ومصرّفهما فلا يخفى عليه ما يجري فيهما على أيدي عباده من الخير والشر والبغي والإِنصاف ، وأنه { سميع } لما يقولون { بصير } بما يفعلون ، قال جار الله : فإن قلت : ما معنى إيلاج أحدهما في الآخر ؟ قيل : يحصل ظلمة هذا في ضياء الآخر وضياء ذلك في مكان ظلمة الآخر بطلوعهما كما يضيء بالسراج ويظلم بفقده ، وقيل : هو زيادة أحدهما بما نقص من الآخر من الساعات ، وان الله سميع لما يقول عباده ، بصير لا يخفى عليه شيء فيجازي به { ذلك بأن الله هو الحق } الدائم القادر وما دون ضعيف ، وقيل : إنما يقوله ويفعله الحق ، وقيل : عادته الحق { وأنَّ ما يدعون من دونه } قرئ بالياء والتاء والأوثان { هو الباطل وأَنَّ الله هو العلي } القادر على كل شيء { الكبير } العظيم في صفاته { ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة } أي ذات خضرة بالنبات ولا يقدر عليها غيره { إن الله لطيف } قيل : فاعل الألطاف ، وقيل : يحسن التدبير ، { خبير } الخبير العالم { له ما في السماوات وما في الأرض } يعني جميعها ، وقيل : جميع من فيهما عباده { وإن الله لهو الغني الحميد } الذي لا يجوز عليه الحاجة ، الحميد المحمود بصفاته وأفعاله { ألم تر } أيها الإِنسان { أن الله سخّر لكم ما في الأرض } قيل : تسخيرها تمكينهم من الأشياء والإِنتفاع وتصريفهما فيما يريدون ، وقيل : أراد تسخير الأنعام مع عظم قوتها وغير ذلك من الحيوانات { والفلك تجري في البحر بأمره } يعني السفن والله أعلم { ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه } أي بأمره بالإِمساك خلقه تعالى { وهو الذي أحياكم } في الدنيا { ثم يميتكم } عند انقضاء آجالكم { ثم يحييكم } في الآخرة للثواب والعقاب { إن الإِنسان لكفور } أي جحود .