Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 77-78)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يأيّها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا } يعني صلّوا واعبدوا ، وقيل : كان الناس أول ما أسلموا يسجدون بلا ركوع ويركعون بلا سجود فأمروا بأن تكون صلاتهم ركوع وسجود ، وقيل : معنى { واعبدوا ربكم } اقصدوا بركوعكم وسجودكم وجه الله { وافعلوا الخير } قيل : الآداء والزكاة ، وقيل : افعلوا الخيرات من الفرائض والنوافل ، وعن ابن عباس : صلة الأرحام ومكارم الأخلاق ، قوله تعالى : { لعلكم تفلحون } أي افعلوا هذا كله وأنتم راجون الفلاح طامعون فيه ، وعن عقبة بن عامر ( رضي الله عنه ) قال : قلت : يا رسول الله في سورة الحج … ؟ قال : " نعم إن لم تسجدهما فلا تقرأهما " { وجاهدوا } أمروا بالغزو وبمجاهدة النفس والهوى وهو الجهاد الأكبر ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه رجع من بعض غزواته فقال : " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " { في الله } أي في دينه { حق جهاده } قال جار الله : كان القياس حق الجهاد فيه أو حق جهادكم فيه وهي ثلاثة مع الكفار بالسيف والحجة ، ومع المبتدعة بالحجة ومع النفس بالامتناع عن المعاصي { هو اجتباكم } لدينه وجهاد أعدائه { وما جعل عليكم في الدين من حرج } أي من ضيق ، وقيل : لم يكلفكم ما لم تطيقونه بل جعل فيه التوبة { ملة أبيكم إبراهيم } أي دينه وإنما ذكر ذلك لأن ملته داخلة في ملة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وسماه أبا الجميع لأن حرمته كحرمة الوالد على الولد { هو سمَّاكم المسلمين } هو يرجع إلى الله تعالى ، وقيل : إلى إبراهيم { من قبل } أي من قبل القرآن في سائر الكتب وفي القرآن ، أي فضلكم على الأمم وسماكم بهذا الاسم الأكرم { ليكون الرسول شهيداً عليكم } أنه قد بلّغكم { وتكونوا شهداء على الناس } بأن الرسل قد بلغتهم ، وإذا خصَّكم بهذه الكرامة فاعبدوه وثقوا به ولا تطلبوا النصرة والولاية إلاَّ منه فهو مولى وناصر ومعين .