Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 108-118)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قال اخسؤوا فيها } ذلوا وانزجروا كما تنزجر الكلاب إذا زجرت ، يقال : خسأ الكلب { ولا تكلمون } قيل : يجابون بعد ألف سنة : ولا تكلمون في دفع العذاب ، وعن ابن عباس : لهم ست دعوات إذا دخلوا النار فقالوا ألف سنة : ربنا أبصرنا وسمعنا ، فيجابون : حقّ القول مني ، فينادون ألفاً : ربنا أمتنا اثنتين ، فيجابون : ذلكم بأنكم إذا دعي الله ، فينادون ألفاً : يا مالك ليقض علينا ربك ، فيجابون : إنكم ماكثون ، فينادون ألفاً : ربنا أخرجنا منها ، فيجابون : أولم تكونوا ، فينادون ألفاً : أخرجنا نعمل صالحاً ، فيجابون : أولم نعمركم ، فينادون ألفاً ، رب ارجعون ، فيجابون : اخسأوا فيها ، قوله تعالى : { إنه كان فريق من عبادي يقولون } يعني المؤمنين { ربنا آمنا } يعني صدقنا بك وبرسولك { فاغفر لنا ذنوبنا وارحمنا } بأن تدخلنا الجنة { وأنت خير الراحمين } { فاتخذتموهم سخريّاً } قيل : تستهزئون بهم ، وقيل : تستعبدونهم { حتى أنسوكم ذكري } ، قيل : أنساكم اشتغالكم بالاستهزاء بهم عما لزمهم من ذكري فتركتموهم أي تركتم أن تذكروني { وكنتم منهم تضحكون } { إني جزيتهم اليوم بما صبروا } على الاستهزاء ، وأقاموا على الدين { أنَّهم هم الفائزون } بالجنة { قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين } هذا سؤال توبيخ وتبكيت ، يعني آثرتم الدنيا واشتغلتم بها وبزينتها ، السائل لهم الملائكة ، وقيل : هو الله ، فأجابوا مصدقين و { قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم } ، قال جار الله : استقصروا مدة لبثهم في الدنيا بالإِضافة إلى خلودهم ولما هم فيه من عذابها ولأنهم كانوا في سرور وأيام السرور قصار ، وقيل : كم لبثتم في القبور مع إنكاركم البعث ، وقيل : أرادوا أنهم لا يعرفون ذلك ، قال : { فاسأل العادين } قيل : من الملائكة لأنهم يحصون أعمال العباد ، وقيل : العادين من الحساب لأنهم يعدون الشهور والسنين ، قال تعالى : { إن لبثتم إلا قليلاً } لأن لها نهاية وانقضت لذاتكم { لو أنكم كنتم تعلمون } قيل : البعث والخزي ، أي لو علمتم الجزاء ما اعتقدتم دوام اللبث تحت الأرض ، وقيل : لو علمتم أن الباقي خير من الفاني { أفحسبتم } أي ظننتم { أَنما خلقناكم عبثاً } ، قيل : لعباً وباطلاً لا لغرض وحكمة { وأَنكم إلينا لا ترجعون } أي إلى حكمنا والموضع الذي لا يملك الحكم فيه غيرنا { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم } أي تعالى صفاته ، قال جار الله : وصف العرش بالكرم لأن رحمته تنزل منه والخير والبركة ، أي نسبته إلى أكرم الأكرمين كما يقال بيت كريم إذا كان ساكنوه كراماً { ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به } أي لا حجة له { فإنما حسابه عند ربه } قيل : جزاؤه ومكافأته عند الله والمحاسبة والمكافأة نظائر { إنه لا يفلح الكافرون } أي لا يظفر بما يطوله المؤمنون من الجنة بإيجاب { وقل رب اغفر } الذنوب { وارحم } بإيجاب الثواب { وأنت خير الراحمين } لأن عطاءه لا ينفد بل يتصل ويدوم ولأن أصول النعم وفور منه .