Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 99-107)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون } يعني إذا جاء أحدهم أسباب الموت من معاينة وأهوال الآخرة قال عند ذلك : رب ارجعون إلى الدنيا ، قال جار الله : إذا أيقن بالموت واطلع على حقيقة الأمر أدركته الحسرة على ما فرط من الإِيمان والعمل الصالح ، فسأل ربه الرجعة وقال : { لعلي أعمل صالحاً } في الايمان الذي تركته ، والمعنى : لعلي آتي بما تركته من الايمان واعمل صالحاً ، قال جار الله : عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا : نرجعك إلى الدنيا ، فيقول : إلى دار الهموم والأحزان بل قدوماً إلى الله تعالى ، وأما الكافر فيقول : رب ارجعون " { كلا } وجوابها لا يكون ولا يرجع إلى الدنيا { إنها كلمة } يعني سؤال الرجعة { هو قائلها } ولا ينالها ، وقيل : لهي كلمة يقولها ولا تنفعه { ومن ورائهم } أمامهم حائل بينهم وبين الرجعة إلى يوم البعث ، وقيل : حاجز بين الدنيا والآخرة ، وقيل : بين الميت والرجوع إلى الدنيا { فإذا نفخ في الصور } قيل : المراد بنفخ الروح في الصور ، وقيل : هي النفخة الأولى ، وقيل : النفخة الثانية { فلا أنساب بينهم } أي لا يتواصلون { ولا يتساءلون } أي لا يسأل بعضهم بعضاً قيل : القيامة مواطن في بعضها يتساءلون وفي بعضها لا يتساءلون لشدة الهول والفزع ، وقيل : الساكن يكون عند النفخة الأولى فإذا كانت النفخة الثانية قاموا فتعارفوا وتساءلوا عن ابن عباس { فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون } قال جار الله : الموازين جمع موزون وهي الموزونات من الأعمال أي الصالحات التي لها وزن وقدر عند الله من قوله تعالى : { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً } [ الكهف : 105 ] { في جهنم خالدون } بدل من { خسروا أنفسهم } أو خبر بعد خبر لأولئك ، وقد تقدم الكلام في الميزان في سورة الأنبياء ، وفيما قيل : { تلفح وجوههم النار } أي تصيب وجوههم لفح النار ولهبها { وهم فيها كالحون } قيل : عايشون ، وعن مالك بن دينار ، كان سبب توبة عقبة الغلام أنه مرَّ في السوق برأس أخرج من التنور فغشي عليه ثلاثة أيام ولياليهن ، وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : " تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ قفاه وشفته السفلى حتى تبلغ سرته " { ألم تكن آياتي } يعني القرآن { تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون } { قالوا } وهم في النار { ربنا غلبت علينا شقوتنا } التي ألبسناها بأعمالنا قال جار الله : غلبت علينا ملكتنا من قوله : غلبه فلان على كذا إذا أخذه منك ، والشقاوة سوء العاقبة التي علم الله أنهم يستحقونها بسوء أعمالهم ، وقرأ شقاوتنا يعني عليهم معاصيهم شقاوتنا { وكنا قوماً ضالين } ذاهبين .