Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 45-61)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين } أي حجة بيّنة ، وهي المعجزات التي أعطي موسى { إلى فرعون ومَلَئِهِ } يعني قومه { فاستكبروا } يعني تعظموا وتكبروا عن الإِيمان { وكانوا قوما عالين } أي متكبرين قاهرين للخلق ظلماً { فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا } هو استفهام والمراد الإِنكار { وقومهما } يعني بني إسرائيل { لنا عابدون } مطيعون لنا طاعة العبد لمولاه ، وروي أنهم كانوا يعبدون فرعون { فكذّبوهما فكانوا من المهلكين } { ولقد آتينا موسى الكتاب } يعني التوراة { لعلّهم يهتدون } أي لكي يهتدون ، يعني قومه { وجعلنا ابن مريم وآمه آية } ثم عطف على ما تقدم بذكر عيسى ( عليه السلام ) وجعلهما آية ومعجزة لعيسى ( عليه السلام ) { وآويناهما إلى ربوة } أي أرض مرتفعة قيل : فلسطين ، وقيل : دمشق ، وقيل : أرض بيت المقدس فإنها كبد الأرض وأقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلاً عن كعب { ذات قرار ومعين } قيل : ذات استواء وسعة يستقر عليها ، وقوله : { معين } ماء جاري ظاهراً { يأيها الرسل كلوا من الطيّبات } الخطاب عام للجميع ، وقيل : هو خطاب لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والطيبات قيل : الحلال ، وقيل : كل ما يستطاب ، وروي أن عيسى كان يأكل من غزل أمه { واعملوا صالحاً } هو أمرٌ بالطاعات { إني بما تعملون عليم } فمجازيكم بأعمالكم وفيه تحذير عن مخالفته … بطاعته { وإن هذه أمتكم أمة واحدة } قيل : دينكم دين واحد ، وقيل : خطاب للرسل وفيه حذف ، أي وقلنا لهم ودينكم واحد فيما يلزمكم من التوحيد والعدل ، وقيل : خطاب لهذه الأمة ان أمتكم أمة واحدة ، يعني جميع الأمم في أنهم عبيد الله { وأنا ربكم } خالقكم { فاتقون } أي فاتقوا مخالفة أمري ، ثم أخبر سبحانه عن الأمم فقال : { فتقطّعوا أمرهم بينهم } أي تفرقوا وتقطعوا إشارة إلى أشد الاختلاف وذلك أنهم اتبعوا علماء السوء ورؤساء القوم { زبراً } ، قيل : كتباً ، والمعنى تفرقوا فآمن كل فريق بكتاب وكفر بغيره كاليهود آمنوا بالتوراة وكفروا بالإِنجيل والفرقان ، والنصارى آمنوا بالإِنجيل وكفروا بالتوراة والقرآن ، وقيل : أحدثوا كتاباً يحتجون لمذهبهم { كل حزب بما لديهم فرحون } كل جماعة بما لديهم من دينهم فرحون مسرورون ومتعجبون { فذرهم } أي اتركهم وهذا وعيدٌ … قيل : في كفرهم ، وقيل : في عماهم ، وقيل : في غفلتهم { في غمرتهم } أي وقت الموت والمعاينة ، وقيل : إلى يوم القيامة ، وقيل : يوم بدر { أيحسبون } يعني يظنون هؤلاء الكفار { أنما نمدهم } نعطيهم ونزيدهم { من مال وبنين } { نسارع لهم في الخيرات } يعني لما أعطوا نعيم الدنيا ظنوه ثواباً لأنهم أنكروا المعاد { بل لا يشعرون } لا يعلمون إن ذلك ليس بثواب وإنما هو ابتلاء ، ولما بيَّن حال المؤمنين المسارعين في الخيرات فقال سبحانه : { إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون } خائفون { والذين هم بآيات ربهم يؤمنون } يصدقون { والذين هم بربهم لا يشركون } أي يوحدون الله ويعبدونه { والذين يؤتون ما آتوا } أي يعطون ما أعطوا من الزكاة والديون والودائع والأمانات { وقلوبهم وجلة } أي خائفة { إنهم إلى ربهم راجعون } إلى حكمه { أولئك يسارعون في الخيرات } في طاعة الله { وهم لها سابقون } يعني لما علم منهم الأعمال الصالحة حكم لهم بالسعادة ، وقيل : إلى الخيرات سابقون ، ولها بمعنى إليها ، وقيل : من أجل الخيرات سابقون إلى الجنة .