Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 62-71)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولا نكلف نفساً إلا وسعها } إلاَّ وسع عليها فعله كالمصلي لا يجد الماء جاز التيمم ، ونحو { ولدينا كتاب ينطق بالحق } يعني وعيد بالكتاب ينطق بالحق وذلك كتاب الحفظة ، وقيل : اللوح المحفوظ كتب فيه أعمال الخلق لتعرفه الملائكة { وهم لا يظلمون } جزاء أعمالهم { بل قلوبهم في غمرة } أي حيرة ، وقيل : في غفلة شديدة { من هذا } الكتاب المشتمل على الوعد والوعيد { ولهم أعمال من دون ذلك } أي من دون الشرك من الفسق والظلم ونحوه { هم لها عاملون } أي بها عاملون { حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب } يعني متنعميهم ورؤساءهم قيل : يوم القيامة ، وقيل : بالسيف يوم بدر ، وقيل : بالجوع حين دعا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { إذا هم يجأرون } قيل : يصيحون لشدة العذاب ويجزعون ، وقيل : يصرخون بالتوبة { لا تجأروا اليوم } لا تصيحوا اليوم وهو يوم القيامة { إنكم منّا لا تنصرون } لا تمنعون ، وقيل : لا تنصرون بقبول التوبة { كانت آياتي تتلى عليكم } يعني القرآن يتلى عليكم { فكنتم على أعقابكم تنكصون } ترتدون وتستأخرون ، قيل : هذا مثل والمراد ترتدون { مستكبرين به } أي متعظمين متكبرين إذا سمعوا القرآن ، ومعنى استكبارهم تكذيبهم به { سامراً } السامر المحدث بالسمر ليلاً { تهجرون } من أهجر في منطقه إذا أفحش ، وسمي حديث الليل سميراً لأنهم يقعدون في ظل القمر فيتحدثون ، يسمرون بالليل حول الكعبة لنسخ أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { تهجرون } قيل : تعرضون ، وقيل : تقولون الهجر وهو السيء من القول { أفلم يدّبروا القول } يعني أفلم يتفكروا في القرآن يتلى عليهم { أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين } يعني أهذا شيء جاءهم ولم يأت أباءهم حتى أنكروه لكونه بدعاً وقد بعث في الأمم الرسل قبلهم ، وقيل : إنهم منعوا بالجهل ولما جاءهم مالم يأت أباءهم جحدوا به { أم لم يعرفوا رسولهم } محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { فهم له منكرون } يعني ينكروا إرساله الرسول حسداً وبغياً { أم يقولون به جنّة } قيل : مجنون { بل جاءهم بالحق } قيل : كذبوا فيما قالوا إلا أن الحق قد جاءهم { وأكثرهم للحق كارهون } { ولو اتّبع الحق أهواءهم } لانقلب باطلاً ولذهب ما يقوم به العالم فلا يبقى بعده قوام ، أو أراد أن الحق الذي جاء به محمد وهو الإِسلام لو اتّبع أهواءهم وانقلب شركاً لجاء الله بالقيامة ولأهلك العالم ولم يؤخر ، وعن قتادة أن الحق هو الله ، ومعناه : ولو كان الله إلهاً يتبع أهواءهم ويأمر بالشرك والمعاصي لما كان إلهاً ولكان شيطاناً ولما قدر على أن يمسك السماوات والأرض { بل أتيناهم بذكرهم } أي بالكتاب الذي هو ذكرهم أو وعظهم ، أو بالذكر الذي كانوا يتمنونه { وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكراً من الأولين لكنا عباد الله المخلصين } [ الصافات : 167 - 169 ] .