Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 27-31)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا } أي حتى تستأذنوا عن ابن عباس وابن مسعود ، وقيل : تستأنسوا بالتنحنح والكلام الذي يقوم مقام الاستئذان ثلاث فإن أذنوا وإلا فارجع ، وعن أبي أميَّة الأنصاري قلنا : يا رسول الله ما الاستئناس ؟ قال : " يتكلم بالتسبيحة والتكبيرة والتحميدة والتسليم ، وأن يقول السلام عليكم أدخل ؟ فإن أذن وإلا رجع " وروي أن امرأة أتت منزل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالت : يا رسول إني أكون في منزلي على حالة لا أحب أن يراني عليه أحدٌ ولا يزال يدخل عليّ رجل من أهلي وأنا على ذلك الحال فكيف أصنع ؟ فنزلت الآية ، وأمر الله أن يستأذنوا ، وكان أهل الجاهلية يقول الرجل إذا دخل بيتا غير بيته : حييتم صباحاً وحييتم مساء ، ثم يدخل فربما أصاب الرجل مع امرأته في لحاف واحد فنهى الله عن ذلك ، وقرأ حتى تستأذنوا ذلكم الاستئذان والتسليم { خير لكم } من تحية الجاهليَّة { لعلكم تذكرون } أي أنزل عليكم لعلكم تذكرون ، وقيل : لكم هذه إرادة أن تذكروا فتطمعوا وتعملوا بما أمرتم به في باب الاستئذان { فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها } واصبروا حتى تجدوا من يأذن لكم ويحتمل فإن لم تجدوا فيها أحد من أهلها ولكم فيها حاجة فلا تدخلوها إلاَّ بإذن { وإن قيل لكم ارجعوا } ولا تقفوا على أبوابهم { هو أزكى لكم } قيل : الرجوع أزكى لكم من الوقوف أي أطهر { والله بما تعملون عليم } بأعمالكم فيجازيكم بها { ليس عليكم جناح } أي حرج وضيق { أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة } يعني بغير استئذان { فيها متاع لكم } أي منفعة لكم قيل : الخانات وحوانيت البياعين ، والمتاع المنفعة ، وروي أن أبا بكر قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أن الله قد أنزل عليك في الاستئذان وانا نختلف في تجارتنا فنترك هذه الخانات والمساكن في الطريق فنزل { ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً } الآية ، وقيل : هي الخرابات للغائط والبول ، وقيل : جميع البيوت التي لا يسكن فيها { والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } وعيد للذين يدخلون الخرابات والدور الخالية ، ويعلم همومكم وضمائركم فيجازيكم بها ، وقيل : هو عام { قل } يا محمد { للمؤمنين يغضوا } أي يكفوا { من أبصارهم } والمراد غض البصر عما يحرم والاقتصار به على ما يحل { ويحفظوا فروجهم } ممن لا يحل وهو حفظ الفرج من الزنا { ذلك أزكى لهم } أي أطهر لهم { إن الله خبير بما يصنعون } بجميع أعمالكم فيجازيكم { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } فلا ينظرن إلى ما لا يجوز النظر إليه من العورات { ويحفظن فروجهن } من الحرام { ولا يبدين زينتهن } أي لا يظهرن مواضع الزينة الخلخال والسوار والدملج والقرط والقلائد ونحوها { إلا ما ظهر منها } اختلف العلماء في الاستثناء قيل : الثياب ، وقيل : الخاتم ، وقيل : الكحل أو خضاب ، وقيل : الوجه { وليضربن بخُمرهن } جمع خمار وهي المقامع سمي بذلك لأنه يستر الرأس ، أي بقناعهن { على جيوبهن } وأراد أن تغطي شعرها وصدرها وعنقها { ولا يبدين زينتهن } الخفية التي لم يبح كشفها وهي ما عدا الكفين وظهور القدمين { إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن } فيجوز لكل هؤلاء النظر إلى مواضع الزينة { أو نسائهن } قيل : نساء المؤمنين ، وقيل : لا يحل لامرأة مسلمة أن تجرد بين يدي مشركة إلا أن تكون أمة لها { أو ما ملكت أيمانهن } قيل : الجوار المشركات ولا يجوز للعبد أن ينظر إلى مولاته إلاَّ ما يجوز للأجانب وهو قول أبي حنيفة والهادي ( عليه السلام ) ، وقال الشافعي في أحد قوليه : يجوز ، وقيل : ما ملكت أيمانهن ما لم يبلغ مبلغ الرجال ، وقيل : أراد العبيد والاماء لأن اللفظ يشملهن عن الحسن { أو التابعين غير أولي الإِربة من الرجال } قيل : الذي يتبعك ليصيب من طعامك ولا حاجة له إلى النساء عن ابن عباس ، وقيل : المجبوب ، وقيل : الابله العنين { أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء } بجماعهن ، وقيل : هو الذي لا يقدر على الجماع ، فأما من قدر كالمراهق فحكمه حكم الرجال { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهنّ } من الحلي وربما سمع صوت الزينة فيطمع فيه الرجال ، وعن الحسن : كان نساء الجاهلية يجعل في أرجلهن الخلخال فإذا مرت بالمجلس حركته فنزلت الآية { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون } يعني ارجعوا إلى طاعته { لعلكم تفلحون } تفوزون بالجنة .