Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 21-26)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان } قيل : آثاره وطرقه التي تؤدي إلى مرضاته ، وقيل : وساوسه { ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر } قيل : الفحشاء كل قبيح عظيم من المعاصي ، والمنكر كل قبيح يجب انكاره { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } قيل : لولا ألطافه بالوعد والوعيد ، ولولا أن الله تفضل عليكم بالتوبة لما ظهر منكم بعد { ولكن الله يزكي من يشاء } وهو منه لطف دون من لا لطف له { والله سميع } لأقوالكم { عليم } بضمائركم وأعمالكم فيجازيكم بجميعها { ولا يأتل أولو الفضل } قيل : لا يحلف ، وقيل : لا يقصر ولا يترك أولو الفضل إلى غيره ، والآية نزلت في شأن مسطح وكان ابن خالة أبي بكر ، وكان فقيراً من فقراء المهاجرين ، وكان أبو بكر ينفق عليه ، فلما فرط منه ما فرط آلى ألاَّ ينفق عليه فنزلت فعاد ينفق عليه { والسعة } من عنده سعة المال وهم الأغنياء { أن يؤتوا } معناه : ألاّ يتركوا ولا يقصّروا ، وقيل : لا يقصّروا وأن يعطوا { أولو القربى } قرابته { والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا } خوض من تكلم فيهم { ألا تحبون أن يغفر الله لكم } يعني أنه { غفور } للمذنبين بالتوبة { رحيم } لهم يدخلهم الجنة فقال أبو بكر : بلى أحب أن يغفر الله لي ورجع ينفق عليه ، قوله تعالى : { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات } الآية نزلت في مشركي مكة الذين قذفوا المهاجرات الغافلات العفائف الغافلات عن الفواحش { لعنوا في الدنيا } أي أبعدوا من رحمة الله في الدنيا { والآخرة } ، وقيل : استحقوا اللعنة فيهما ، وقيل : عذبوا في الدنيا بالحدّ وفي الآخرة بعذاب النار { ولهم عذاب عظيم } وهذا وعيدٌ عام في جميع المؤمنين عن ابن عباس ، قوله تعالى : { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } ، وقيل : يخلق الله فيهما النطق فتشهد عليهم جوارحهم بما عملوا { يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق } وذلك يكون يوم القيامة يتم لهم جزاء دينهم وجزاء أعمالهم ، والدين الجزاء ، والحق صفة على ما تقدم ذكره { ويعلمون أن الله هو الحق المبين } هو الحق فيما صنع وأديانهم باطلة { الخبيثات } من القول { للخبيثين } من الرجال والنساء { والخبيثون } منهم يتعرصون { للخبيثات } من القول ، والخبيث يقتض الطيب والحرام كله خبيث ، والآية تدل على أن من قال كلمة خبيثة فهو خبيث وتدل على براءة عائشة { والطيبات } من الكلام { للطيبين } من الرجال والنساء ، وقيل : الطيبات من النساء { والطيبون } من الرجال { أولئك مبرّؤون } يعني الطيبين منزهون عما يقول الخبيثون من أهل الإِفك { لهم مغفرة ورزق كريم } يعني الجنة .