Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 34-38)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومثلاً من الذين خلوا من قبلكم } من الأمم كيف فعلوا وكيف هلكوا { وموعظة } زجراً وتخويفاً { للمتقين } من يتقي معاصي الله ، وخصّهم بالذكر لأنهم ينتفعون به { الله نور السماوات والأرض } ، قال جار الله : المعنى ذو نور السماوات وصاحب نور السماوات والأرض الحق شبهه بالنور في ظهوره وبيانه كقوله : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } [ البقرة : 257 ] أي من الباطل إلى الحق ، وأضاف النور إلى السماوات والأرض لأجل معنيين : إما للدلالة على سعة إشراقه وفشوّ دنيائه حتى يضيء له السماوات واما أن يراد أهل السماوات والأرض وأنهم يستضيئون به ، وقيل : بمعنى منوّر السماوات والأرض بنجومها وشمسها وقمرها { مثل نوره } أي صفة نوره العجيبة الشأن في الإِضاءة ، وقيل : النور القرآن { كمشكاة } قيل : هي الكوة التي لا منفذ لها ، وقيل : المشكاة عمود القنديل الدقيقة الفتيلة { فيها مصباح } هو السراج { في زجاجة } أراد قنديلاً من زجاج { كأنها كوكب درّي } الدري وهي المشاهير كالمشتري والزهرة { يوقد } هذا المصباح { من } دهن { شجرة مباركة زيتونة } روي أنها أول شجرة نبتت في الدنيا بعد الطوفان ، وقيل : منها ينزل الأنبياء ، وقيل : أنه بارك فيها سبعون نبياً منهم إبراهيم { لا شرقية ولا غربية } أي منبتها الشام ، وقيل : يسترها عن الشمس جبلاً إذا طلعت وكذلك إذا غربت ولكن الشمس والظل يتعاقبان عليها أجود لحملها { يكاد زيتها يضيء } ، من غير نار { نور على نور } أي هذا الذي شبه به الحق نور متضاعف ، واختلف العلماء في هذا المثل المشبّه به على أقوال : قيل : هو مثل لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المشكاة صدره ، والزجاجة قلبه ، والمصباح فيه ، والنبوة لا شرقية ولا غربية ، أي لا يهوديَّة ولا نصرانية ، يوقد من شجرة وهو إبراهيم ، وكان نور محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بين الناس ولو لم يتكلم ، وقيل : المشكاة إبراهيم والزجاجة اسماعيل والمصباح محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، من شجرة يعني إبراهيم ، مباركة لأن أكثر الأنبياء منه ، لا شرقية ولا غربية يعني ابراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ، يكاد زيتها يضيء يكاد محاسن محمد يضيء قبل أن يوحى اليه ، وقيل : المشكاة فاطمة ، والمصباح الحسن والحسين ، وقيل : هو مثل ضربه الله للمؤمنين فهو يتقلب في خمسة أنوار ، فكلامه نور ، وعلمه نور ، ومدخله نور ، ومخرجه نور ، ومصيره نور إلى النور يوم القيامة في الجنة ، وقيل : هو مثل في القرآن في قلب المؤمن { يهدي الله لنوره من يشاء } قيل : الى نوره ، وقيل : إلى الإِيمان ، وقيل : إلى القرآن { ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم } { في بيوت أذن الله أن ترفع } وهي المساجد ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " المساجد بيوت الله في الأرض وهو يضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض " { أذن الله أن ترفع } أي تبنى قال تعالى : { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت } [ البقرة : 127 ] ، وقيل : تعظم ، وعن الحسن : ما أمر الله بالبناء ولكن بالتعظيم { ويذكر فيها اسمه } وهو عام في كل ذكر { يسبح له فيها بالغدو والآصال } جمع أصل وهو ما بين العصر إلى المغرب ، وقيل : الصلاة المكتوبة بالغداة والباقي بالعشي لأن أصل الأصل لجمعهما { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع } أي لا يشغلهم ذلك ، خصّ التجارة بالذكر لأنها معظم أشغال الدنيا ، ومتى قيل : لم جمع بين التجارة والبيع ؟ قيل : التجارة الشراء فلذلك ضمّ اليها البيع { وإقام الصلاة } آداؤها في أوقاتها { وايتاء الزكاة } إخلاص الطاعة لله ، وقيل : هي الزكاة المفروضة { يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار } .