Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 1-3)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تبارك } ، قيل : معناه الذي منه البركة ، وقيل : تعظم ، وقيل : ثبت ودام لم يزل ولا يزول ، وقيل : جل { الذي أنزل الفرقان } يعني الفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل { على عبده } يعني محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { ليكون للعالمين } المراد المكلفين { نذيراً } ، قيل : هو النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نذيراً للخلق ، والنذير المخوف بالعقاب لمن عصى الله ، والأولى أنه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لصحة الإِنذار إليه { الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً } ومن كان بهذه الصفة لا يجوز عليه اتخاذ الولد { ولم يكن له شريك في الملك } يزاحمه ويمنعه من مراده { وخلق كل شيء فقدّره تقديرا } والمعنى أنه أحدث كل شيء إحداثاً مراعى فيه التقدير والتسوية فقدّره وهيَّأه لما يصلح له ، مثاله خلق الإِنسان على هذا الشكل المقدر المستوي ، وكذلك كل حيوان وجماد { واتخذوا من دونه آلهة } يعني عبدوا الأوثان ، والمعنى أنهم آثروا على عبادة الله سبحانه عبادة الالهة { لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون } لا يقدرون على شيء من أفعاله ولا من أفعال العباد ، وذلك توبيخ لهم في ترك عبادة الخالق المقدر القديم { ولا يملكون لهم ضرّاً ولا نفعاً } أي لا يستطيعون لأنفسهم دفع ضر عنها وجلب نفع إليها ، وإذا عجزوا عن دفع الضر وجلب النفع الذي يقدر عليها العباد كانوا عن الموت والحياة والنشور التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى أعجز ، يعني أنها لا تملك شيئاً في الدنيا ولا في الآخرة ، فإذا لم تملك لنفسها فلا تملك لغيرها ، ومن كان في هذه الصفة لا يستحق العبادة ولا يكون إلهاً .