Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 40-47)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء } قرية قوم لوط التي أمطرت مطر السوء ، قيل : هي الحجارة حين رفعوا إلى السماء { أفلم يكونوا يرونها } إذا مروا بها ورأوا آثارها { بل كانوا لا يرجون نشوراً } لا يخافون تعباً { وإذا رأوك } هؤلاء المشركين { ان يتخذونك إلا هزوّاً } ويقولون هذا رسول على طريق الاستهزاء { إن كاد ليضلنا عن آلهتنا } يعني قرب أن يصرفنا بدعوته عن آلهتنا وهي الأوثان { لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب } يوم بدر والقتل فيه فيعلمون يقيناً أنهم كانوا على ضلال وأنه على حق ، وقيل : هذا وعيدٌ ودلالة على أنهم لا يفوتونه وإن طال مدة الإِمهال ، ولا بدّ للوعد أن يلحقهم فلا يغرّنهم التأخير { من أضل سبيلاً } كالجواب عن قولهم إن كاد ليضلنا ، قوله تعالى : { أرأيت من اتخذ إلهه هواه } ، قيل : يجعل إلهه ما يهواه وهو غاية الجهل وكان الرجل من المشركين يعبد الحجر والصنم فإذا رأى أحسن منه رمى به وأخرّ الاخر { أفأنت تكون عليه وكيلاً } ، قيل : حافظاً لهم من الباطل مع هذا الجهل والغفلة التي هم فيها ، قيل : ليس عليك أن يؤمنوا إنما عليك البلاغ { أم تحسبُ أن أكثرهم يسمعون } ، سماع : طالب الإِفهام { أو يعقلون } ما يعاينون من الحجج والمعجزات { إن هم إلاَّ كالأنعام } لا تسمع ولا تفهم ولا تعقل { بل هم أضل سبيلاً } لأنهم مكنوا من المعرفة فلم يعرفوا والأنعام لم تمكن { ألم تر إلى ربك } إلى قدرته ، ومعنى : { مدّ الظل } جعلناه يمتد ويبسط فينتفع به الناس ، وقيل : هو الظل بعد غروب الشمس ولا مانع من ذلك ، وقيل : من بعد غروبها إلى طلوعها عن أبي علي { ولو شاء لجعله ساكناً } أي دائماً ثابتاً وهو اذ يمنع الشمس من الطلوع ، قال جار الله : ساكناً أي لاصقاً بأصل كل مضل من جبل وبناء وشجر وغير منبسط فلم ينتفع به أحد { ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً } معنى كون الشمس دليلاً أن الناس يستدلون بالشمس وبأحوالها في مسيرها على أحوال الظل من كونه ثابتاً في مكان وزائلاً ومتسعاً ومنقبضاً ، فيثنون حاجتهم إلى الظل واستغناءهم عنه على حسب ذلك ، وقبضه إليه أنه ينسخه بضحّ الشمس { يسيراً } أي لتعطلت أكثر منافع الناس بالظل والشمس جميعاً ، قوله تعالى : { وهو الذي جعل لكم الليل لباساً } أي ستراً ، أي لتستترون به وتسكنون فيه ، فشبه الليل باللباس لأنه يستر كل شيء بظلمته { والنوم سباتاً } راحة لأبدانكم وقطعا لأعمالكم { وجعل النهار نشوراً } ينشرون لطلب المعاش .