Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 48-57)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته } لأنها تنشر السحاب ، وقد قيل : إنها كلها لواقح إلا الدبور فهي عقيم لا تلقح { وأنزلنا من السماء ماء طهوراً } ، قيل : طاهراً بنفسه مطهراً لغيره { لنحيي به بلدة ميتاً } لا زرع ولا ضرع ولا نبات لنسقيه { مما خلقنا أنعاماً وأناسي كثيراً } أي لنجعله سقياً للأنعام والأناسي { ولقد صرفناه } المطر { بينهم } يدور في جهات الأرض ، وقيل : قسمناه { ليذكروا } وليتعظوا ، وقيل : ليذكروا نعم الله وقدرته { فأبى أكثر الناس إلاَّ كفوراً } يعني كفروا بنعمة الله وجحدوا به ، وعن ابن عباس : ما عام أقل مطراً من عام ، ولكن الله قسّم بين عباده على ما يشاء ، وتلا هذه الآية ، وروي أن الملائكة يعرفون عدد المطر ومقداره في كل عام { ولو شئنا لبعثنا في كل قريةٍ نذيراً } يعني رسولاً ينذرهم ، وحققنا عنك ، وبعثنا في كل قرية نذيراً ينذر أهلها { فلا تطع الكافرين } فيما يدعونك إليه من المداهنة والإقتراحات { وجاهدهم به } أي بالقرآن { جهاداً كبيراً } يعني جاهدهم بالدعاء إلى الحق { وهو الذي مرج البحرين } المرج الخلط ، والفرات كل ماء عذب ، والبحر كل مالح ، والاجاج : أشد الملوحة ، والبرزخ الحاجز بين الشيئين ، قيل : أرسلهما ، وقيل : حفظهما { هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج } وهو البليغ العذوبة حتى يضرب إلى الحلاوة ، والاجاج نقيضه ، ومرجهما خلاهما متحادين متلاصقين وهو بقدرته يفصل بينهما ويمنعهما من التمازج وهذا من عظيم اقتداره { وجعل بينهما برزخاً } حائلاً من قدرته كقوله : { بغير عمد ترونها } [ الرعد : 2 ] يريد بغير عمد مرئية وهو قدرته { وحجراً محجوراً } أي منعاً وستراً لا يفسد المالح العذب { وهو الذي خلق من الماء } أي النطفة ومنها خلق بني آدم { بشراً فجعله نسباً وصهراً } النسب ما لا يحل نكاحه ، والصهر ما يحل نكاحه ، عن علي ( عليه السلام ) وعن ابن سيرين : نزلت نسباً وصهراً في النبي وعليّ بن أبي طالب هو ابن عمه وزوج ابنته منه ، وقيل : النسب سبعة والصهر خمسة ، وقرأ : { حرمت عليكم أمهاتكم } [ النساء : 23 ] إلى آخرها { وكان ربك قديراً } أي قادر على ما يشاء { ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم } يعني هؤلاء المشركين لا ينفعهم إن عبدوه ولا يضرهم إن تركوه { وكان الكافر على ربه ظهيرا } يعني أن الكافر مظاهر الشيطان على ربه بالعداوة والشرك ، وقيل : إنها نزلت في أبي جهل ، وقيل : ربه الصنم يعمل به ما شاء من الصنوع وتغيير الشكل { وما أرسلناك إلاَّ مبشراً ونذيراً } يعني لا تبعة عليك من فعلهم وإنما أنت مبشر ونذير { قل ما أسألكم عليه من أجر } فتتركون الإِيمان لعلة ، أي طمع في أموالكم { إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً } ، قيل : الاستثناء منقطع ، معناه لكن من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً بانفاق ماله في طاعته وابتغاء مرضاته ، وقيل : إلاَّ بمعنى بل أسألكم الإِيمان والله أعلم .