Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 65-77)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً } هلاكاً وخسراناً ، ومنه الغريم لا لحاجة ولوامة { إنها ساءت مستقراً ومقاماً } أي ساءت مكاناً لمن جعل ذلك له قراراً ومكاناً { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا } ، قيل : الإِسراف الإِنفاق في معصية الله قل أم كثر ، وقيل : أنه وصفهم بالقصد الذي هو بين العلوّ والتقصير ، وبمثله وصف رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط } [ الإسراء : 29 ] وإنما أمرهم بمحادرة الحدّ في النفقة ، والإِقتار التقصير مما لا بد منه ، وقيل : هم أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كانوا لا يأكلون للتنعم ولا يلبسون للجمال ، ولكن من الطعام ما يسد جوعهم ومن الثياب ما يستر عورتهم { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرّم الله } الآية ، قوله : { أثاماً } أي عقوبة ، وقيل : الأثام : اسم من أسماء جهنم { يضاعف له العذاب يوم القيامة } يعني تستحق كل معصية عقاباً { ويخلد فيه مهاناً } أي يدوم في العذاب ذليلاً { إلاَّ من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً } هو أداء الواجبات واجتناب الكبائر { فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات } يعني يمحو السيئات بالتوبة ويكتب ثواب التوبة بدلها { وكان الله غفوراً رحيماً } { ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً } أي يرجع إلى ولاية الله رجوعاً حسناً ، ومتى قيل : لم كرر التوبة قالوا : الأول من تلك المذكورة ، والثاني عام ، وقيل : في الأول أنه بدل السيئات الحسنات ، وفي الثاني قبول التوبة واستدعاء باللطف { والذين لا يشهدون الزور } ، قيل : الشرك ، وقيل : شهادة الزور ، وقيل : مجالس الباطل واللهو واللعب { وإذا مروا باللغو مروا كراماً } يعني وإذا مروا بأهل اللغو والمشتغلين به مروا معرضين عنهم مكرمين أنفسهم عن التوقف عليهم والخوض معهم كقوله : { وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين } [ القصص : 55 ] ، وقيل : إذا سمعوا من الكفار الشتم والأذى أعرضوا عنه { والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخرّوا عليها } لم يسقطوا عليها { صمّاً وعمياناً } يعني كأنهم صمّ لا يسمعون وعمي لا يبصرون لكن يسمعوا ويتدبروا ويتفقهوا ، يعني ليسوا كالساقط في مكان لا يبالي بما سمع ويرى بل يسمعون ، قال جار الله : يعني لم يخروا عليها ليس نفي الخرور وإنما هو بيان له ونفي الصم والعمى ، والمعنى أنهم إذا ذكروا بها أكبوا عليها حرصاً استماعها سامعون بأذان واعية ، مبصرون بأعين راعية ، لا كالذين يذكرون بها فتراهم مكبين مقبلين مظهرين الحرص الشديد على استماعها وهم كالصم العمي حيث لا يعونها ويبصرون ما فيها كالمنافقين وأشباههم { والذين يقولون ربنا هَبْ لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً } أئمة يقتدى بنا ، وقيل : هو من المقلوب أي اجعل المتقين لنا إماماً ، ومعنى قرة أعين أي مؤمنين فتقر أعينهم { أولئك } من تقدم ذكرهم { يجزون الغرفة } الدرجة العالية في الجنة { بما صبروا } في طاعته وعن معاصيه { ويلقون فيها تحية وسلاماً } يعني أن الملائكة يحيونهم ويسلموا عليهم أي يحيي بعضهم بعضاً { خالدين فيها } دائمين فيها { حسنت مستقراً ومقاماً } أي موضع قرار وإقامة { قل } يا محمد { ما يعبؤ بكم ربي } ، قيل : ما يصنع بكم بعذابكم وقد خلقتكم وما لي اليكم حاجة ولا منفعة { لولا دعاؤكم } لم يخلقكم ، وقيل : دعاؤكم عبادتكم ، وقيل : لولا عبادتكم إياه ودعاؤه إياكم إياها لما خلقتكم لأنه خلقكم للطاعة ، قال الحاكم : وهو أحسن ما قيل : وروي نحوه عن ابن عباس ، ونظيره { وما خلقت الجن والإِنس إلا ليعبدون } [ الذاريات : 56 ] { فقد كذبتم } أيها الكافرون { فسوف يكون لزاماً } ، قيل : عذاباً دائماً في الآخرة ، وقيل : قتلاً وأسراً يوم بدر ، وقيل : عند الموت .