Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 58-64)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وتوكل على الحي الذي لا يموت } أمره بأن يتّق الله ويسند أمره إليه في استكفاء شرورهم مع التمسك بقاعدة التوكل وأساس المنجا وهو طاعة الله وعبادته وتنزيهه وتحميده ، وعرّفه بأن الحي الذي لا يموت حقيق بأن يتوكل عليه ولا يتوكل على غيره من الأحياء الذي يموتون ، وعن بعض السلف أنه قرأها فقال : لا يصح لذي عقل أن يثق بعدها بمخلوق { وكفى به بذنوب عباده خبيراً } أي عليماً فيجازيه { الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام } يعني في مدة مقدارها هذه المدة لأنه لم يكن حينئذ ليل ولا نهار ، وفي ستة أيام من أيام الآخرة وكل يوم ألف سنة والظاهر أنها من أيام الدنيا ، وعن مجاهد : أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة { ثم استوى على العرش الرحمان } أي قدر على خلقه ، وقيل : العرش الملك ، أي هو القادر على ملكه يتصرف كيف يشاء { فاسأل به خبيراً } أي عليماً ، قيل : الخبير هو الله ، وقيل : جبريل ( عليه السلام ) ، وقيل : لا تطلب شيئاً إلاَّ منه ولا تتوكل إلا عليه ، واختلفوا في السؤال قيل : اسأل على صفته ، وقيل : اسأل عن الإِسلام يخبرك أنه الحق ، وقيل : سل العقلاء يخبروك أن المستحق بأن تتوكل عليه هو الحي الذي لا يموت ، وقيل : سل هل أحد أعلم من الله بالأشياء { وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمان } ، قيل : الرحمان اسم من أسماء الله قد كّرر في الكتب المتقدمة ولم يكونوا يعرفونه ، فقيل : فاسأل بهذا الأمم من يخبرك من أهل الكتاب حتى تعرف من ينكره ، ومن ثمَّ كانوا يقولون ما نعرف الرحمان إلا الذي باليمامة يعنون مسيلمة ، وقيل : أنهم عرفوا الله وتركوا السجود لأن فيه اتباع أمره ، لذلك قالوا : { انسجد لما تأمرنا وزادهم نفوراً } في الدين { تبارك الذي جعل في السماء بروجاً } أي جلّ ثناؤه ولم يزل ولا يزال ، يعني : خلق في السماء بروجاً منازل البروج الظاهرة والبروج اثني عشر : الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والدلو والحوت والميزان والعقرب والقوس والجدي ، قوله تعالى : { وجعل فيها سراجاً } وهي الشمس والقمر والكواكب الكبار معها { وهو الذي جعل الليل والنهار خلفةً } يعني أحدهما يجيء خلف الآخر معتقبان في السير وفي الضياء وفي الظلام والزيادة والنقصان { لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكوراً } لمن أراد أن يستدل على توحيد الله وأراد شكور نعمته ، وقيل : أراد أن يذكر أنهما محدثان { وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هوناً } أي يمشون بالسكينة والوقار لا أشر ولا تكبر ، وقيل : أصحاب عفة ووقار ، وقيل : متواضعين لا يستكبرون { وإذا خاطبهم الجاهلون } بمقالات سيه صانوا أنفسهم و { قالوا سلاماً } ، قيل : سداد من القول يسلم معه دينهم ، وقيل : سلام توديع لا سلام تحيَّة ، وقيل : يقولون للسفهاء نسالمكم ولا نخالطكم ، وعن أبي العالية : نسختها آية القتال ، ولا حاجة إلى ذلك لأن الإِغضاء عن السفيه وترك المقابلة مستحسن في الأدب والمروءة والشريعة وأسلم للعرض { والذين يبيتون لربهم سجّداً وقياماً } يعني يصلون ، قال ابن عباس : من صلَّى بالليل ركعتين أو أكثر بات لله ساجداً ، وقيل : هما الركعتان بعد المغرب والركعتان بعد العشاء ، والظاهر أنه وصفهم بإحياء الليل أو أكثره .