Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 221-227)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هل أنبئكم } أخبركم { على من تنزّل الشياطين } { تنزّل على كل أفّاك أثيم } يفعل الإِثم . قيل : هم الكهنة والمتنبئة كشق وسطيح ومسيلمة وطليحة { يلقون السمع } هم الشياطين كانوا قبل أن يحجبوا بالرجم يسمعون إلى الملأ الأعلى فيحفظون بعض ما يتكلمون به عما اطلعوا عليه من الغيوب ثم يوحون إلى أوليائهم لأنهم يُسمِعونهم ما لم يَسمَعوا ، وقيل : يلقون إلى أوليائهم السمع ، أي المسموع من الملائكة ، وقيل : الأفّاكون يلقون السمع إلى الشياطين فيلقون وحيهم إليهم أو يلقون المسموع من الشياطين إلى الناس { وأكثرهم } الأفاكون { كاذبون } يفترون على الشياطين ما لم يوحوا إليهم { والشعراء يتّبعهم الغاوون } ، قيل : غواة قومه ، وقيل : الرواية ، وقيل : كفار الإِنس والجن ، قال جار الله : والشعراء وما هم عليه من الهباء وتمزيق الأعراض والقدح في الأنساب ، ومدح من لا يستحق المدح ، لا يستحسن ذلك ولا يطرب على قولهم إلا الغاوون السفهاء ، وقيل : الغاوون : الراوون ، وقيل : الشياطين ، وقيل : هم شعراء قريش عبد الله بن الزبعري وهبيرة بن وهب المخزومي ومسافع بن عبد مناف قالوا : نحن نقول مثل ما يقول محمد ، وكانوا يهجونه ويجتمعون إليهم الأعراب يستمعون { ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون } يعني وادي من أودية الكلام ، وقيل : أراد المذاهب المختلفة كقوله : " أنت في واد وأنا في واد " { يهيمون } يذهبون { وأنهم يقولون ما لا يفعلون } من الغزل والمدح والذم { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } وهم شعراء المؤمنين كحسان بن ثابت وعبد الله بن روّاحة ، والكعبان كعب بن مالك ، وكعب بن زهير ، قال جار الله : استثنى الشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله وتلاوة القرآن ، وإذا قالوا شعراً قالوه في توحيد الله والثناء عليه والحكمة والموعظة والزهد ومدح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومدح الأمَّة وكان هجاؤهم على سبيل الانتصار ممن يهجوهم ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لحسان : " قل فروح القدس معك " { وذكروا الله كثيراً } يعني لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله { وانتصروا من بعد ما ظلموا } أي ردوا على المشركين فيما هجوا به وانتصروا لأنفسهم وللمسلمين { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } هذا مبالغة في وعد الكلمة وكان السلف الصالح يتواعدون بها .