Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 210-220)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما تنزلت به الشياطين } يعني ما أنزل القرآن بعض الشياطين على الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : بعض الكفار قالوا : أن محمداً تابعه من الشياطين تأتيه بالأخبار من السماء وتلقيه على لسانه ، فأنزل وما تنزلت به الشياطين { وما ينبغي لهم } أي لا يجوز كونه منهم { وما يستطيعون } أي ليس في قدرتهم ذلك لأنه غير مقدور للبشر { إنهم عن السمع لمعزولون } ، قيل : عن استراق السمع عن السماء ممنوعون وبالشهب مرجومون ، يعني عن استماع كلام أهل السماء لمعزولون { فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين } الخطاب له والمراد غيره ، وعن أبي هريرة : لما نزل قوله : { وأنذر عشيرتك الأقربين } [ الشعراء : 214 ] جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : " يا معاشر قريش ، يا بني عبد مناف " ، وروي أنه صعد الصفا فنادى : " الأقرب الأقرب فخذاً فخذاً " ، وقال : " يا بني عبد المطلب ، يا بني هاشم ، يا بني عبد مناف ، يا عباس عمّ النبي ، يا صفية عمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إني لا أملك لكم من الله شيئاً " وعن البراء بن عازب : " لما نزل قوله : { وأنذر عشيرتك الأقربين } جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلاً ، الرجل منهم يأكل الجذعة ، ويشرب العس على رجل شاة وقعب من اللبن ، فأكلوا وشربوا حتى رَوَوْا ، ثم أنذرهم ودعاهم الإِيمان وقال : " من يوآزرني ويؤاخيني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ؟ " فسكت القوم ، فأعادها ثلاثاً والقوم سكوت ، وعليٌّ يقول : " أنا " فقال المرة الثالثة : " أنت " فقاموا يقولون لأبي طالب : أطع ابنك فقد أمره عليك " ، روي الكلام المتقدم في الحاكم لا غير ، وروي أنها لما نزلت قال : " يا بني عبد المطلب ، يا بني هاشم ، يا بني عبد مناف ، افتدوا نفوسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً " ، وقيل : خصّهم بالذكر لتعريف أنه لا يغني عنهم من عذاب الله شيئاً إن عصوه ، قوله تعالى : { واخفض جناحك } يعني ألن جنابك { لمن اتبعك من المؤمنين } وإنما خصَّ المؤمنين لأن فيمن اتبعه منافقين { فإن عصوك } فيما تدعوهم إليه يعني العشيرة ، وقيل : هو عام { فقل إني بريء مما تعملون } من عبادة غير الله ومعاصيه فـ { توكل على العزيز الرحيم } يكفيك شر من يعصيك منهم وغيرهم ، والتوكل : تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره ويقدر على نفعه وضره { العزيز الرحيم } الذي يقهر أعداءك بعزته وينصرك عليهم { الذي يراك حين تقوم } للصلاة الناس جماعة { وتقلبك في الساجدين } المصلون ، وقيل : تصرفه فيما بينهم بقلبه وركوعه وسجوده وقعوده ، ويحتمل إنه لا يخفى عليه حالك ، وقيل : تصرفك في أصحابك ، وقيل : هو تقلب بصره فيمن يصلي خلفه من قوله ( عليه السلام ) : " أتمّوا الركوع والسجود فوالله إني لأراكم من خلف ظهري إذ ركعتم وسجدتُّم " { إنه هو السميع العليم } يسمع لما قالوا ، العليم بنا ينوونه ويعلمه .