Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 22-31)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فمكث غير بعيد } أي لبث قليلاً وجاء الهدهد فقال : ما الذي أبطأك ؟ { فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإٍ بنبأ يقين } أحطت يعني علمت شيئاً ، وسبأ : اسم رجل باليمن ، وقيل : اسم مدينة { إني وجدت امرأة تملكهم } أي تملك أهل سبأ اسمها بلقيس { وأوتيت من كل شيء } أخبار عن سعة ملكها { ولها عرش عظيم } ، قيل : أن عرشها كان ثمانين ذراعاً في ثمانين وسمك ثمانين ، وقيل : ثلاثين ، وكان من ذهب وفضة مكللاً بأنواع الجواهر ، وكان قوائمه من ياقوت أحمر وأخضر ودُرّ وزمرد { وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزيَّن لهم الشيطان أعمالهم } يعني عبادتهم الشمس ، قوله تعالى : { فصدّهم عن السبيل } أي صدّهم عن سبيل الحق { فهم لا يهتدون } إلى طريق الرشد { ألا يسجدوا } ، قيل : المراد سجود الصلاة ، وقيل : هذا من كلام الهدهد قاله بحضر سليمان ، وقيل : هو اعتراض في الكلام { لله الذي يُخرج الخبء } ، قيل : الغيب وهو ما غاب عن الإِدراك ، يعني يعلم غيب السماوات والأرض ، وقيل : خبء السماء المطر والرياح ، وخبء الأرض النبات والأشجار { ويعلم ما تخفون وما تعلنون } يعني يعلم السر والعلانية { الله لا إله إلا هو } أي لا شريك له { رب العرش العظيم } ، وقيل : أيضاً هذا من كلام الهدهد { قال سننظر } في أمرك { أصدقت أم كنت من الكاذبين } ثم كتب سليمان كتاباً وختمه بالمسك ثم قال للهدهد : { اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون } وروي أنه حمله بمنقاره وطار حتى وقف على رأس المرأة وألقاه إليها وحولها الملأ ، وقيل : دخل من كوة البيت وهي نائمة وألقى الكتاب عند رأسها فنبهت ورأت الكتاب ففزعت وخافت أن يكون وقع في ملكها شيء ، وقيل : أتى اليها وهي لثلاثة أيام من صنعاء اليمن وكانت عربية كاتبة { فقالت يا أيها الملأ } وهم يومئذ اثني عشر ألف قائد مع كل قائد مائة ألف { إني ألقي إلي كتاب كريم } وسمي كريماً لأنه كان مختوماً ، وقيل : شرف بشرف صاحبه ولأن الطائر أتى به { إنه من سليمان } لأنه كتب من عبد الله سليمان إلى بلقيس ملكة سبأ { إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم } ، وقيل : إنها كانت بخبر سليمان { ألاّ تعلوا عليّ } أي لا تتكبروا عليَّ { وأتوني مسلمين } مؤمنين بالله ورسوله .