Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 38-43)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قال يا أيها الملأ أيّكم يأتيني بعرشها } ، قيل : رجعت الرسل إليها بالرسالة ، قالت : ما هذا ملك ، وبعثت إلى سليمان إني قادمة إليك ، فعند ذلك قال سليمان لأشراف قومه : { يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها } ، وقيل : جلس سليمان ذات يوم فرأى غباراً قريباً منه فقال : ما هذا ؟ قالوا : بلقيس ، فقال : أيّكم يأتيني بعرشها ، وروي أنه رأى الغبار على قدر فرسخ واختلفوا ما السبب الذي لأجله طلب العرش ، قيل : أعجبه صفته فأحب أن يراه وكان من ذهب وقوائمه من جوهر مكلل باللؤلؤ ، وقيل : معجزة الله تعالى في عرشها ، وقيل : علم أنها إذا أسلمت حرم عليه مالها فأراد أخذه قبل اسلامها { قبل أن يأتوني مسلمين } طائعين { قال عفريت من الجن أنا آتيك به } أي بالعرش { قبل أن تقوم من مقامك } ، قيل : مجلسك الذي تقضي فيه بين الناس ، وقيل : كان يقضي بين الناس إلى نصف النهار ولم يكن ذلك الحمل معجزة لأنه تعالى قوى الشياطين وقت سليمان فلما مات سليمان رجعوا إلى حالهم { وإني عليه لقوي أمين } قال سليمان أريد أسرع من هذا { قال الذي عنده علم من الكتاب } رجل كان عنده اسم الله الأعظم وهو يا حي يا قيوم ، وقيل : يا إلهنا وإله كل شيء واحداً لا إله إلا أنت ، وقيل : ياذا الجلال والإِكرام ، وعن الحسن : الله والرحمان ، وقيل : هو آصف بن برخيا كاتب سليمان وكان صديقاً عالماً ، وقيل : هو جبريل ، وقيل : هو الخضر علم من الكتاب المنزل وهو علم الوحي والشرائع { انا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك } ، قيل : أراد المبالغة في السرعة ، ومعنى قوله : قبل أن يرتد إليك طرفك إنك ترسل طرفك إلى شيء قبل أن تراه أبصرت العرش بين يديك ، وروي أن آصف قال لسليمان : مدّ عينيك حتى ينتهي طرفك ، فمدّ عينيه فنظر نحو اليمن ودعا آصف فغار العرش بمأرب ثم نبع عند مجلس سليمان بقدرة الله قبل أن يرتد طرفه { فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه } لأن نفعه يعود عليه { ومن كفر فإن ربي غني كريم } { قال } يعني سليمان { نكروا لها عرشها } غيروا هيئة السرير هل تهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون إلى أنه عرشها { فلما جاءت قيل أهكذا عرشك } فنظرت فيه و { قالت كأنه هو } فعرف سليمان كمال عقلها { وأوتينا العلم } هذا من كلام سليمان ، يعني أوتينا العلم بالله وبقدرته على ما شاء من قبل هذه المرأة { وكنا مسلمين } ، وقيل : هو من كلام قوم سليمان { وصدّها ما كانت تعبد من دون الله } وهو الشمس { إنها كانت من قوم كافرين } .