Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 44-58)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قيل لها ادخلي الصرح } القصر ، وقيل : صحن الدار ، وروي أنه أمر قيل : قدومها فبني له على طريقها قصر من زجاج أبيض وأجرى فيه من تحته الماء وألقى فيه من دواب البحر السمك وغيره ، ووضع سريره في صدره فجلس عليه وعكفت عليه الطير والجن والإِنس ، وإنما فعل ذلك ليزيدها استعظاماً لأمره وتحقيقاً لنبوته وبياناً على الدين ، وزعموا أن الجن كرهوا أن يتزوجها فتفضي إليه بأسرارهم لأنها كانت بنت جنيّة ، وقيل : خافوا أن يولد له منها ولد فيجمع له فطنة الجن والإِنس فيخرجون من ملك سليمان إلى ملك هو أشد وأفظع ، فقالوا له : إن في عقبها شيئاً وهو شعر الساقين ورجلها كحافر الحمار ، فاختبر عقلها بتنكير العرش ، واتخذ الصرح ليعرف ساقها فكشفت عنهما فإذا هي أحسن الناس ساقاً إلا أنها شعراء ، ثم صرف بصره وناداها : { إنه صرح ممرّد من قوارير } ، وقيل : هي السبب في اتحاد النورة أمر بها الشياطين فاتخذوها ، واستنكحها سليمان وأحبها وأقرها على ملكها وأمر الجن فبنوا لها سلحين وعمدان ، وكان يزورها في الشهر مرة فيقيم عندها ثلاثة أيام وولدت له ، وقيل : بل زوجها ذا تبع ملك همدان وسلطه على اليمن ، وأمر زوبعة أمير جن اليمن أن يطيعه فبنى له المصانع ولم يزل أميراً حتى مات سليمان ، روي ذلك في الكشاف ، ثم بيَّن تعالى قصة صالح فقال تعالى : { ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون } يعني فريق مؤمن وفريق كافر ، وقيل : أراد بالفريقين صالح وقومه قبل أن يؤمن منهم أحد ، وقوله : { يختصمون } يقول كل فريق : الحق معي ، وذلك أنهم سارعوا في الدين قبل اختصامهم ما حكى الله عنهم في سورة الأعراف قوله : { وقال الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا } [ الأعراف : 75 ] إلى أن قالوا : { يا صالح ائتنا بما تعدنا } [ الأعراف : 77 ] من العذاب فقال صالح : { يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة } ، قيل : بالعذاب قبل الرحمة ، وقيل : السيئة العقوبة ، والحسنة التوبة ، وقيل : أنهم كانوا بجهلهم يقولون : أن العقوبة التي يعدها صالح إن وقعت بيننا حينئذ واستغفرنا مقدرين أن التوبة مقبولة في ذلك الوقت ، وإن لم يقع فنحن على ما نحن عليه ، فخاطبهم صالح على حسب قولهم واعتقادهم قال لهم : هلا { تستغفرون الله } قبل نزول العذاب { لعلكم ترحمون } { قالوا اطيرنا بك } أي تشاءمنا بك { وبمن معك } ممن هو على دينك ، قيل : امسك عنهم المطر فحطموا فقالوا : هذا من شؤمك وشؤم أصحابك ، ولم يعلموا أن ذلك شؤم كفرهم فقال صالح : { طائركم عند الله } مصائبكم ، يعني ما يصيبكم من الخير والشر والخصب والجدب عند الله { بل أنتم قوم تفتنون } تعذبون أو يفتنكم الشيطان بوسوسته إليكم { وكان في المدينة تسعة رهط } يعني مدينة هود وهي الحجر { يفسدون } يعني تسعة نفر ، وقيل : كانوا من أشرافهم ، وروي أنهم الذين سعوا في عقر الناقة { قالوا تقاسموا بالله } أي تحالفوا بينهم ، وقيل : لما آتاهم أمارات العذاب اجتمعوا وتقاسموا على قتله وقتل من معه من المؤمنين ، وقيل : لما متعوا ثلاثة أيام فخافوا العذاب ودبروا في قتله فقالوا عند التحالف { لنبيتنه } ليلاً ولنقتلنه { وأهله } الذين معه على دينه ، ثم طلبوا عذراً عند أوليائه ، وكانوا أهل شوكة فقالوا : { ثم لنقولنّ لوليّه } ولي دمه { ما شهدنا مهلك أهله } أي إهلاكهم { وإنا لصادقون } في هذا العذر ، قيل : لما اجتمعوا أتوا صالحاً دفعهم الملائكة بالحجارة ، وقيل : أخذتهم الصيحة { ومكروا مكراً } أي دبروا واحتالوا حتى قصدوا بيت صالح { ومكرنا مكراً } أي جازيناهم على مكرهم { وهم لا يشعرون } يعني لا يعلمون عاقبة أمرهم { فانظر } يا محمد أو أيها السامع { كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمّرناهم وقومهم أجمعين } { فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا } يعني بيوت ثمود وهي بوادي الحجر بين المدينة والشام خاوية خربة خالية ، وروي أنهم أهلكوا بالصيحة ، وقيل : رموا بالحجارة { إن في ذلك لآية } لعبرة فيما تقدم من القصص { لقوم يعلمون } { وأنجنيا الذين آمنوا } من العذاب صالح ومن معه { وكانوا يتقون } الكفر والمعاصي { ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون } أنها فاحشة { أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون } ، قيل : تجهلون الحق ، وقيل : تجهلون العقوبة { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون } عن إتيان الرجال { فأنجيناه وأهله } ومن آمن به ، قوله تعالى : { إلاَّ امرأته قدرناها } قضينا عليها ، وقيل : كتبنا عليها { من الغابرين } الباقين في العذاب لأنها شاركتهم في الشرك ورضيت بفعلهم { وأمطرنا عليهم مطراً } وهي الحجارة ، وقيل : مطر الغائب وخسف الحاضر في المدينة فهم يهوون إلى يوم القيامة عن الحسن { فساء مطر المنذرين } أي الكفار ، قيل : الخطاب للوط ، وقيل : للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : يحتمل لكل من سمع .