Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 89-93)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { من جاء بالحسنة } من أتى القيامة بحسنات عملها وحفظها ، يعني جميع الطاعات { فله خير منها } يعني خير من الحسنة وهو الأمان من العذاب والفوز بالثواب ، وقيل : هو الأضعاف فله عشر أمثالها ، وعن ابن عباس : قول لا إله إلاَّ الله { وهم من فزع يومئذ آمنون } ، قيل : هو اطباق باب النار على أهلها يفزعون فزعة عظيمة وأهل الجنة آمنون ، وقيل : من كل فزع في القيامة { ومن جاء بالسيئة } بالشرك والمعاصي { فكبّت وجوههم في النار } يعني يلقون على وجوههم في النار ، ويقال لهم على وجه التوبيخ والذم : { هل تجزون إلا ما كنتم تعملون } ، قوله تعالى : { إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة } مكة { الذي حرّمها } الله تعالى واختصّها من بين سائر البلاد بإضافة إسمه إليها لأنها أحب بلدة إليه وأكرمها عليه وأعظمها عنده ، وهكذا قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين خرج في مهاجرة الحرورة فلما بلغ الحروة فاستقبلها بوجهه الكريم فقال : " إني أعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله ، ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت " ، ووصفها بأنها محرمة لا يهتك حرمتها إلا ظالم ، وقيل : إن الله تعالى حرم الاستحقار بها وأوجب التعظيم لها ، قوله تعالى : { وله كل شيء } خلقاً وملكاً { وأمرت أن أكون من المسلمين } { وأن أتلو القرآن } أي أقرأ عليهم القرآن { فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه } لأن نفعه يعود عليه { ومن ضل } يعني ضل عن الدين { فقل إنما أنا من المنذرين } يعني ليس علينا إلا الاعلام { وقل } يا محمد { الحمد لله } على نعمه { سيريكم آياته } ، قيل : أشراط الساعة ، وقيل : سيريهم الله من آياته التي تلجئهم إلى المعرفة والإِقرار بأنها آيات الله وذلك حين لا تنفعهم المعرفة في الآخرة ، وقيل : ما نزل بهم يوم بدر { فتعرفونها } حينئذٍ { وما ربك بغافل } أي لا يخفى عليه شيء { عما تعملون } فيجازيهم على ذلك .