Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 82-88)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذا وقع القول عليهم } يعني وجب العذاب { أخرجنا لهم دابة من الأرض } قال جار الله : جاء في الحديث : أن طولها ستُّون ذراعاً لا يدركها طالبٌ ولا يفوتها هاربٌ ، وروي لها أربع قوامٌ وزغب وجناحان ، وعن ابن صولج في وصفها : رأس ثور ، وعين خنزير ، وأذن فيل ، وقرن ايل ، وعنق نعامة ، وصدر أسد ، ولون نمر ، وخاصرة هرة ، وذنب كبش ، وخف بعير ، وما بين العصلين اثنى عشر ذراعاً بذراع آدم ( عليه السلام ) ، وروي لا تخرج رأسها ، ورأسها يبلغ أعنان السماء أو يبلغ السحاب ، وعن أبي هريرة : فيها من كل لون وما بين قرنيها فرسخ للراكب ، وعن الحسن : لا يتم خروجها إلا بعد ثلاثة أيام والناس ينظرون ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سُئِل من أين تخرج الدابة فقال : " من أعظم المساجد حرمة عند الله يعني المسجد الحرام " وروي أنها تخرج ثلاث خرجات ، وقيل : تخرج من الصفا تكلمهم بالعربيَّة بلسان ذلق { أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون } وعن ابن عمر تستقبل المغرب فتصرخ صرخة تنفذه ثم تستقبل المشرق ثم الشام ثم اليمن فتعقل قبل ذلك ، وروي تخرج من أجياد ، وروي أنها تخرج من الصفا ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتكتب المؤمن بين عينيه مؤمن وتكتب الكافر بالخاتم في أنفه وبين عينيه كافر تكلمهم { أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون } بخروجي { ويوم نحشر من كل أمة فوجاً ممن يكذب } يعني جماعة ممن يكذب { بآياتنا فهم يوزعون } يحشرون أولهم على آخرهم فيجمعون إلى موضع الحساب ثم يساقون إلى النار ، وقيل : هم الرؤساء والقادة { حتى إذا جاءوا } يوم القيامة إلى المحشر قال الله تعالى لهم : { أكذّبتم بآياتي } ، قيل : بالقرآن والساعة أو سائر المعجزات { ولم تحيطوا بها علماً } يعني بالجهل جحدتموها ، وقيل : لم تعرفونها حق معرفتها { أمَّاذا كنتم تعملون } في الدنيا ، وقيل : أراد ذلك يوم القيامة يعني أنعم عليك لتعبدوه فأفنيتم أيامكم في غير شيء فكيف تعملون اليوم لأنفسكم وهذا توبيخ { ووقع القول عليهم } أي وجب الوعيد والعذاب عليهم { بما ظلموا فهم لا ينطقون } بعذر ولا حجة ، وقيل : لأن أفواههم مختومة { ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه } من التعب ويستريحون { والنهار مبصراً إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } يصدقون { ويوم ينفخ في الصور } النافخ اسرافيل بأمر الله ، قيل : الصور قرن ينفخ فيه { ففزع من في السماوات ومن في الأرض } والمراد فزعهم في النفخة الأولى حتى يصعقون { إلا من شاء الله } إلا من شاء الله من الملائكة قالوا : هم جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت ، وقيل : الشهداء ، وقيل : الحور وحملة النار وحملة العرش ، وروي أن منهم موسى { وكل أتوه داخرين } صاغرين عن ابن عباس { وترى الجبال } يا محمد أو أيها السامع { تحسبها جامدة } واقفة لا تحرك وهي تسير سيراً حثيثاً عن ابن عباس ، قيل : { تمر مر السحاب } حتى تقع على الأرض { صنع الله الذي أتقن كل شيء } خلقه { إنه خبير بما تفعلون } .