Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 56-60)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنك لا تهدي من أحببت } أي لا تقدر أن تدخل في الاسلام كل من أحببت { ولكن الله يهدي من يشاء } لأن الالطاف تنفع فيه ، والآية نزلت في أبي طالب الذي ذكره في الكشاف أنه مات كافر واحتج بالآية ، والذي روي في الحاكم أنه أسلم وفي إسلامه إجماع أهل البيت وهم أعلم بأحواله ، وكان لأبي طالب عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيادي مشكورة عند الله تعالى ، وقد روي أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعاه فأسلم ذكره في الحاكم { وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا } الآية نزلت في الحارث بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف قالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنا نعلم إنما جئت به حق ولكنا نخاف ان اتبعناك تخطفنا العرب لاجتماعهم على اختلافنا ولا طاقة لنا بهم فنزلت ، وقالوا يعني الكفار : { إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا } أرض مكة والحرم { أولم نمكن لهم حرماً } من دخله كان آمناً ، وكانت العرب يقولون أهل مكة آمنون { يجبى اليه } تجمع إليه من كل جهة { ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا } من عندنا { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أن الإِسلام بالهدى { وكم أهلكنا من قرية } أي أهل قرية { بطرت معيشتها } أي أشرت وبطرت وكفرت بالله مثل عاد وثمود { فتلك مساكنهم } يعني من لم يصدقك فلينظر إلى آثارهم { لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً } يعني لم يعمر منها إلا قليل وأكثرها خراب وهم المؤمنون الذين فارقوا البلد حتى عذب الكفار وسكنوها بعدهم { وكنا نحن الوارثين } يعني لم يبق منهم أحد { وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً } ، قيل : أم القرى مكة ، وهو محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خاتم الأنبياء { يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون } فلا نهلكهم مع كونهم ظالمين إلا بعد تأكيد الحجة والإِلزام ببعثة الرسل كما قال : { وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } [ هود : 117 ] { وما أوتيتم من شيء } أي ما أعطيتم من مال ونحوه في الدنيا فهو { متاع الحياة الدنيا } أي يتمتع بها ويتزين بها { وما عند الله } من الثواب { خير وأبقى } لأنه دائم لا يفنى { أفلا تعقلون } أي هلا تعلمون ؟ !