Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 61-67)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه } نزلت الآية في رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفي أبي جهل بن هشام ، وقيل : نزلت في حمزة … ( عليهما السلام ) وفي أبي جهل ، وقيل : في عمار والوليد بن المغيرة ، والوعد الحسن الجنة وما فيها من النعم { كمن متعناه متاع الحياة الدنيا } يعني زينة الدنيا من الأموال ونحوها { ثم هو يوم القيامة من المحضرين } للجزاء بالعقاب { ويوم يناديهم } يعني يوم القيامة { فيقول أين شركائي } الذين عبدتموهم فأين هم اليوم لا ينصرونكم ؟ وهذا توبيخ وتقريع عند الاشهاد بما يوجب الجزاء ، وقيل : المراد بالشركاء الرؤساء وأئمة الضلال بمنزلة طاعتهم لهم { قال الذين حق عليهم القول } أوجب عليهم الوعيد والعقاب قيل : هم الشياطين أو أئمة الضلال { ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا } اعترفوا بذنوبهم وكان يمكنهم أن لا يتبعونا ويتبعوا الحق ، وقيل : تقديره أغويناهم فغووا عنا مثل ما غوينا ، يعنون أنا لم نغو إلاَّ باختيارنا ولم يكن الإِغواء لهم إلاَّ وسوسة وتسويلاً لا قسراً والجاء ، فهذا معنى ما حكى الله عز وجل عن الشيطان { إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي } [ إبراهيم : 22 ] الآية { تبرأنا إليك } منهم ومما اختاروه من الكفر بأنفسهم هوى منهم للباطل ومقتاً للحق { ما كانوا إيانا يعبدون } إنما كانوا يعبدون أهواءهم ويطيعون شهواتهم وهذا قول الرؤساء ، أي لا ذنب لنا فإنهم وإنما عبدوا الأصنام { وقيل } للكفار { ادعوا شركاءكم } ، قيل : الأصنام على وجه الاستعانة { فدعوهم } للضرورة مبالغة في الخزي والفضيحة { فلم يستجيبوا لهم } أي لم يجيبوا لأنها جماد { ورأوا العذاب } ، قيل : العذاب النازل بهم ، وقيل : الجحيم { لو أنهم كانوا يهتدون } ، قيل : تقديره رأوا حين عاينوا العذاب لو كانوا يهتدون ، وقيل : لو بمعنى التمني لو كانوا مهتدين في الدنيا ، وقيل : لو كانوا بما رأوا من العذاب { ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين } الذين بعثتهم إليكم وهذا أعظم النداء { فعميت عليهم الأنباء يومئذ } أي خفيت عليهم الأخبار والأعذار والحجج يومئذ { فهم لا يتساءلون } ، قيل : لا يجيبون ، وقيل : سكوت لا يسأل بعضهم بعضاً { فأما من تاب } والتوبة الندم على ما سلف ويعزم على أن لا يعود إلى مثله من فعل قبيح أو ترك واجب { فعسى أن يكون من المفلحين } أي يكون منهم .