Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 77-82)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة } من العلم والمال { ولا تنسَ نصيبك من الدنيا } وهو أن تأخذ منه ما يكفيك ويصلحك ، وقيل : ما قدمت بين يديك من الدنيا لا ما خلفته فهو حق للوارث ، وقيل : اطلب بدنياك آخرتك فإن ذلك حصن المؤمن منها { وأحسن } إلى عباد الله { كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض } ما كان عليه من الظلم والبغي { إن الله لا يحب المفسدين } أي لا يريد إكرامهم ، وقيل : إن القائل موسى : { قال } يعني قارون { إنما أوتيته } أعطيته { على علم عندي } أي على استحقاق لما في العلم الذي فضلت به على الناس وذلك أنه كان أعلم بني إسرائيل بالبراءة ، وقيل : هو علم الكيمياء ، وقيل : كان موسى ( عليه السلام ) يعلم علم الكيمياء تعلم قارون منه ، وقيل : علم قارون الكيمياء من أخت موسى { أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون } ، قيل : الملائكة لا يسألون عنهم لأنهم يعرفونهم بسيماهم ، وقيل : لا يسألون لأن الله يعلمها { فخرج على قومه في زينته } ، قيل : خرج ومعه أربعة آلاف على زينته ، وقيل : عليهم وعلى خيولهم الديباج الأحمر وعن يمينه ثلاثمائة غلام وعن يساره ثلاثمائة جارية ، وقيل : في تسعين ألفاً عليهم المعصفرات وهو أول من لبسها { قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون } ، ومن الحسد كقوله : { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض } [ النساء : 32 ] والحاسد الذي يتمنى أن تكون نعمة صاحبه له { إنه لذو حظ عظيم } في الدنيا ، قوله تعالى : { وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها } الكلمة التي تكلم بها العلماء والثواب لأنه في معنى التوبة والجنة { إلا الصابرون } على الطاعة عن الشهوات وعلى ما قسم الله من القليل عن الكثير { فخسفنا به وبداره الأرض } أي أذهبناه وداره في الأرض ، وقد قيل : أن قارون كان يؤذي موسى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى نزلت الزكاة فصالحه عن كل ألف دينار على دينار ، وعن كل ألف درهم على درهم ، فاستكثره فسخت به نفسه ، فجمع بني اسرائيل فقال : أن موسى أرداكم على كل شيء وهو يريد أن يأخذ أموالكم ، فقالوا : أنت كبيرنا وسيدنا فمر بما شئت ، قال : نبرطل فلانة ، فجعل لها ألف دينار ، وقيل : طشت من ذهب مملوءة ذهباً ، فلما كان يوم عيد لهم قام فقال : يا بني إسرائيل من سرق قطعناه ، ومن افترى جلدناه ، ومن زنا وهو غير محصن جلدناه ، وإن أحصن رجمناه ، فقال قارون : وإن كنت أنت ؟ قال : وإن كنت أنا ، قال : فإن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة ، فأحضرت فناشدها موسى بالذي فرق البحر وأنزل التوراة أن تصدق فقالت : كذبوا بل جعل لي قارون جُعلاً على أن أقذفك بنفسي ، فخرّ موسى ساجداً لله يبكي فأوحى الله إليه أن مر الأرض بما شئت فإنها مطيعة لك ، فقال : يا بني إسرائيل إن الله بعثني إلى قارون كما بعثني إلى فرعون فمن كان معه فليلزم مكانه ومن كان معي فليعتزل ، فاعتزلوا جميعاً غير رجلين ثم قال : يا أرض خذيهم فأخذتهم الأرض إلى الركب ، ثم قال : خذيهم فأخذتهم الى الأوساط ، ثم قال : خذيهم إلى الأعناق ، وقارون وأصحابه يتضرعون إلى موسى ويناشدونه بأمه والرحم وموسى لا يلتفت إليهم لشدة غضبه ، ثم قال : خذيهم ، فانطبقت عليهم ، فأوحى الله إلى موسى : ما أقصاك استغاثوك مراراً فلم ترحمهم { فما كان له من فئة } جماعات { ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين } بنفسه { وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس } من المال والزينة ، وقيل : من العلم { يقولون ويكأنَّ } يعني ألم تعلم ، وقيل : هي كلمة ابتدأ بها وتحقيق أن { الله يبسط الرزق لمن يشاء } أي يوسع على من يشاء { ويقدر } يضيق على من يشاء بحسب المصلحة { لولا أن منّ الله علينا لخسف بنا } يعني لولا أن منّ الله علينا بالإِيمان لخسف بنا بما تمنيناه من منزلة قارون { ويكأنه لا يفلح الكافرون } أي لا يظفر تبعيته .