Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 68-76)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وربك يخلق ما يشاء ويختار } والآية نزلت جواباً لقول الوليد حيث قال : { لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } [ الزخرف : 31 ] والله تعالى يختار ما هو أصلح لهم والله أعلم بعواقب الأمور ، وقيل : يختار للنبوة { ما } يصلح لها ليس لهم أن يختاروا بل يجب أن يتبعوا أمر الله ، وقوله : { ما كان لهم الخيرة } بيان لقوله ويختار ، والمعنى أن الخيرة لله في أفعاله وهو أعلم بوجوه الحكمة { سبحان الله وتعالى عما يشركون } أي تنزيهاً عن شريك له في خلقه { وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون } لأنه يعلم الضمائر والسرائر { وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة } أي هو مستحق الحمد في الدارين دائماً إلى يوم القيامة { وله الحكم وإليه ترجعون } ثم بيَّن تعالى ما يدل على توحيده فقال سبحانه : { قل } يا محمد لهؤلاء : { أرأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمداً } دائماً { إلى يوم القيامة } لا يكون معه نهار { من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون } ما بيَّنه لكم ؟ { قل } يا محمد { أرأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه } تستريحون { أفلا تبصرون } { ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه } يعني تسكنوا في الليل { ولتبتغوا من فضله } بالنهار { ولعلكم تشكرون } أي تشكروا هذه النعم ، ثم عاد الكلام إلى ذكر القيامة فقال سبحانه : { ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون } انهم شفعاؤكم { ونزعنا } أي أخرجنا { من كل أمة } من أهل عصر وجماعة { شهيداً } ، قيل : هم الأنبياء يشهدون على الناس بالتبليغ وعلى العلماء بالإِنذار { فقلنا هاتوا برهانكم } أي حجتكم على صحة ما كنتم عليه من الشرك { فعلموا أن الحق لله } يعني الحق في التوحيد لله ، أو علموا أن الحجة كلها لله ولا حجة لهم { وضلّ عنهم ما كانوا يفترون } أي بطل ما كانوا يكذبون { إن قارون كان من قوم موسى } ، قيل : كان من بني إسرائيل نسباً ، وقيل : كان ابن عم موسى ، وقيل : كان من قومه ممن آمن به وقبل دينه ، وقيل : كان موسى ابن أخيه ، وقيل : كان ممن يقرأ التوراة { فبغى عليهم } أي طلب زيادة ليست له ، واختلفوا في البغي فقيل : كان بغيه انه كان يستخف بهم ويتكبر عليهم بكثرة ماله وولده ، وقيل : كان عاملاً لفرعون على بني إسرائيل فكان يبغي عليهم ويظلمهم ، وقيل : قصد إلى امرأة بغيَّة مشهورة بذلك وضمن لها مالاً على أن تقول أن موسى طلبني الفساد فأجابته إلى ذلك ، فجاءت إلى موسى وأرادت أن تقول ذلك فأمسك الله لسانها عنه فجرى على لسانها براءة موسى فقالت : أن قارون ضمن لي مالاً على أن أقول لموسى كذا وان موسى بريء الساحة { وآتيناه من الكنوز } يعني أعطيناه من الأموال المدخرة { ما إن مفاتحه } جمع مفتح وهو المفتاح الذي يفتح به { لتنوء } لتثقل ، ويقال ناء به الحمل إذا أثقله ، والعصبة : الجماعة من العشرة إلى الأربعين ، وقيل : ستون ، وقد قيل : إن مفاتيح خزائنه حمل ستون بغلاً وكانت من الجلود { أولي القوة } أي تلك العصبة لهم { إذ قال له قومه } من بني إسرائيل { لا تفرح } أي . … { إن الله لا يحب الفرحين } كقوله : { ولا تفرحوا بما آتاكم الله } [ الحديد : 23 ] ولأنه لا يفرح بالدنيا إلاَّ من رضي بها واطمأنّ إليها وأما من قلبه إلى الآخرة ويعلم أنه يفارق ما هو فيه عن قريب لم تحدثه نفسه بالفرح ، والفرحين الأشرين البطرين .