Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 7-11)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وأوحينا إلى أم موسى } ، قيل : ألقينا إليها وليس نبوة ، وقيل : كان رؤيا منام أن أرضعيه ما دمت آمنة { فإذا خفت عليه فالقيه في اليم } وهو النيل { ولا تخافي } عليه الغرق { ولا تحزني } عليه الضيعة ، وقيل : على فراقه { إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين } وروي أنه ذبح في طلب موسى تسعون ألف ولد ، وروي أنها حين ضربها الطلق وكانت بعض العقايل الموكلات لأبناء إسرائيل مصافية لها فقالت لها : لينفعني حبك اليوم فعالجتها ، فلما وقع على الأرض هالها نور بين عينيه وارتعش كل مفصل منها ودخل حبه قلبها ثم قالت لها : ما جئتك إلا قبل مولودك واخبر فرعون ، ولكني وجدت لابنك حباً ما وجدت مثله فاحفظيه ، فلما خرجت جاء عيون فرعون فلفته في خرقة ووضعته في تنور مسجور ولم تعلم ما تصنع لما طاش من عقلها ، فطلبوا فلم يلقو شيئاً ، فخرجوا وهي لا تدري مكانه ، فسمعت بكاءه من التنور فانطلقت إليه وقد جعل الله النار عليه برداً وسلاماً ، فلما ألّح فرعون في طلب الولدان أوحى الله إليها { فألقيه } ، وروي أنها أرضعته ثلاثة أشهر في تابوت من بردى مغطى بالقار من داخله ، وقوله : { فالتقطه آل فرعون } أي أخذه من غير طلب ، وذلك أنه جيء به إلى موضع فيه فرعون وامرأته وألقى الله تعالى عليه محبة في قلبها فهمّ فرعون بقتله فقالت آسية : { لا تقتلوه عسى أن ينفعنا } الآية { ليكون لهم عدواً وحزناً } اللام لام العاقبة ، أي أخذه ليكون قرة عين فكان لهم عدوّاً وحزناً ، قال الشاعر : @ لِدُوْا للموت وابنوُ للخراب … @@ { إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطيئن } { وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه } فإنه أتى من أرض أخرى وليس من بني إسرائيل ، وكانوا القوم أشاروا عليه بقتله ، وقوله : { عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً } الآية لأنه لم يكن له ولد وهم لا يشعرون أن هلاكهم على يديه { وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً } والمعنى أنها حين سمعت وقوعه في يد فرعون طار عقلها لما دهمها من فرط الجزع والدهش ونحوه ، وقيل : خالياً من ذكر كل شيء إلاَّ من ذكر موسى { إن كادت لتبدي به } أي قريب من أن تظهر ، واختلفوا ما الذي تبدي به على قولين : أولهما أنه كناية عن الوحي إن كادت لتبدي بالوحي وما كان من أمره وأمرها { لولا أن ربطنا على قلبها } بإلهام الصبر كما تربط على الشيء ، يعني شدّدنا عليه بالالطاف { لتكون من المؤمنين } من المصدقين بوعد الله وهو قوله : { إنا رادّوه إليك } ، ثم ذكر تعالى تدبيره في أمر موسى وتسخير فرعون حين تولى تربيته حتى رده على أمِّه فقال سبحانه : { وقالت لأخته قصّيه } يعني أخت موسى واسمها مريم ، يعني اتبعي أثر موسى لنعلم خبره { فبصرت } في الكلام اختصار أي ذهبت فوجدت آل فرعون أخرجوا التابوت وأخرجوا موسى { فبصرت به } وهذا من إعجاز القرآن الدال على الكثير { عن جنب } أي نظرت إليه مذعورة متخافية وهم لا يحسنون أنها اخته .