Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 64-69)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب } يعني التمتع بالحياة بمنزلة اللهو واللعب لقصر مدتها وسرعة زوالها { وإن الدار الآخرة لهي الحيوان } يعني هذه الحياة الدائمة { لو كانوا يعلمون } أي لو علموا ما اختاروا الدنيا على الآخرة { فإذا ركبوا في الفلك } وخافوا الغرق { دعوا الله مخلصين له الدين } له الدعوة ولا يدعون غيره عند الضرورة { فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون } { ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا } وهذا تهديدٌ ، أي دعهم وما اختاروا من الكفر والتمتع { فسوف يعلمون } عند نزول العذاب بهم قبح ما كانوا عليه { أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً } أي لم يتفكروا ما خصّهم الله من فضله والنعم العظيمة وهي الحرم الذي أسكنهم فيه آمناً لأن أحداً لا يتعرض لهم ولأنه { ويتخطف الناس من حولهم } أي تسب أموالهم حول الحرم وهم في الحرم آمنون ، وقيل : يتخطف البادي يقتلون ويؤسرون { أفبالباطل يؤمنون } استفهام ، والمراد الانكار ، أي كيف يؤمنون بالباطل وهي الأصنام التي لا تنفع ولا تضر ؟ { وبنعمة الله يكفرون } { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً } يعني لا ظلم أعظم من ظلم من يكذب على الله في صفاته وفعاله فيصفه بما لا يليق به ، أو يصف الله بما لا يليق بحكمته كمن يقول أن له شريكاً وولداً فإنه جسم كمن يقول القبائح خلقه { أو كذب بالحق } قيل : القرآن ، وقيل : محمد { أليس في جهنم مثوىً للكافرين } أي مقامهم ومنزلهم { والذين جاهدوا فينا } في طلب رضانا ، أو جاهدوا الأعداء باليد واللسان ، أو جاهدوا أنفسهم { لنهدينهم سبلنا } يعني سبيل الجنة والثواب ، وقيل : سبل الخير بالتوفيق { لنهدينهم } هداية إلى الخيرات وتوفيقاً كقوله : { والذين اهتدوا زادهم هدىً } [ محمد : 17 ] { وإن الله لمع المحسنين } لناصرهم ومعينهم .