Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 53-63)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويستعجلونك بالعذاب } وإنما قالوا ذلك استهزاء منهم وتكذيباً { ولولا أجل مسمى } وهو ما علم من الصلاح ، وقيل : أراد يوم القيامة { لجاءهم العذاب وليأتيّنهم بغتة وهم لا يشعرون } بمجيئه { يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين } { يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم } ويقال لهم توبيخاً : { ذوقوا ما كنتم تعملون } { يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة } نزلت في المستضعفين الذين كانوا بمكة مؤمنين لا يقدرون على إظهار الايمان فحثهم على الهجرة ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من فرّ بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبراً من الأرض استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد " ، وقيل : أرضي واسعة أي أرض الجنة { فاعبدون } لتنالوها ، عن أبي علي ، والأكثر أنها أرض الدنيا { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون } { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوّئنهم من الجنة غرفاً } قصوراً { تجري من } تحت الغرف { الأنهار خالدين فيها نعم أجر العالمين } أي نعم الجزاء لمن عمل بطاعته ، ثم بيَّن وصف العاملين فقال سبحانه : { الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون } يعني آمنوا وصبروا على ميثاق [ مشاق ] التكليف ، وترك المحرمات ، وأداء الواجبات ، واحتمال الأذى من الأعداء ، وفراق الوطن والهجرة لأجل الدين ، وعلى أذى المشركين ، وعلى المحن والمصائب ، فلم يتوكلوا في جميع الأمور إلا على الله { وكأين من دابةٍ } والدابة كل نفس دبت على وجه الأرض عقلت أو لم تعقل { لا تحمل رزقها } لا تطيق أن تحمله لضعفها عن حمله { الله يرزقها وإياكم } أي لا يرزق تلك الدواب الضعاف إلا الله ولا يرزقكم إلا هو ، وعن الحسن : لا تحمل رزقها أي لا تدخره إنما تصبح فيرزقها الله ، وقيل : ليس شيء يخبئ إلا الإِنسان والنملة والفأرة { وهو السميع } لأقوالكم { العليم } بما في ضمائركم ، ثم بيّن تعالى قبح أقوال المشركين وأفعالهم مع اعترافهم بأنه الخالق فقال سبحانه : { ولئن سألتهم } أي معنى سألت يا محمد هؤلاء المشركين { من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر } ذللهما بأن سيرهما المنافع الخلق { ليقولن الله } أي فيقرون ويقولون هو الخالق لهما والمسخر { فأنى يؤفكون } تعجب من حالهم وسوء اختيارهم أي مع إقرارهم أنه الخالق كيف يصرفون عن عبادته إلى عبادة حجر لا تضر { الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر } أي يوسع ويضيق بحسب المصلحة { إن الله بكل شيء عليم } يعلم مصالح عباده سبحانه وتعالى عمَّا يقولون { ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء } وهو المطر ، قوله تعالى : { فأحيا به الأرض من بعد موتها } يعني أن اسألهم عن المسبب لأرزاق العباد من المطر وينبت النبات ويُخرج الأنهار { ليقولن الله } ينشئ ذلك كله ، وإنما قال : فأحيى به الأرض لأنه أجرى العادة أن ينبت النبات بالماء والمطر ولولا هذه العادة لجاز أن يخرج النبات من غير ماء ولا مطر { قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون } يعني لا يشكرون الله على نعمائه والحمد لله على ما هدانا إلى معرفة توحيده وعدله والتمسك بعبادته .