Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 179-184)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه } من اختلاط المؤمن المخلص والمنافق { حتى يميز الخبيث من الطيب } حتى يعزل المنافق عن المخلص { وما كان الله ليطلعكم على الغيب } وروي أن المشركين قالوا لأبي طالب : إن كان محمد صادقاً فيما يزعم يخبرنا من يؤمن منَّا ومن يكفر فإن وجدناه صادقاً آمنَّا به ، فذكر ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنزلت الآية : { وما كان الله ليطلعكم على الغيب } ، وقيل : سأل المؤمنون أن يعطوا علامة يفرقون بها بين المؤمن والمنافق فنزلت ، قال جار الله : المعنى ما كان الله ليؤتي أحداً منكم علم الغيب فلا تتوهموا عند إخبار الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بنفاق الرجل وإخلاص الآخر أنه يطلع على ما في القلوب اطلاع الله تعالى فيخبر عن إيمانها وكفرها ولكن الله يرسل الرسول فيوحي إليه ويخبره أن في الغيب كذا ، وأن فلاناً في قلبه النفاق ، وفلاناً في قلبه الإِيمان ، فيعلم ذلك من إخبار الله لا من جهة إطلاعه ، قوله تعالى : { ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء } فيخبر ببعض المغيبات { فآمنوا بالله ورسله } بأن تقدروه حق قدره وتعظموه وحده مطلعاً على الغيوب ، قوله تعالى : { ولا يحسبنَّ الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله } : نزلت في مانع الزكاة روي أنه يجعل ما بخل به من الزكاة حيَّة يطوقها في عنقه يوم القيامة ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مانع الزكاة : " ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له شجاع أقرع يفرّ منه وهو يتبعه " ثم تلا هذه الآية : { سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة } يطوق بشجاع أقرع ، وعن النخعي : سيطوقون بِطوق من نار ، قوله تعالى : { ولله ميراث السموات والأرض } أي وله ما فيهما مما يتوارثه أهلها من مال وغيره فما بالهم يبخلون عليه بملكه ولا ينفقونه في سبيله ، وقيل : نزلت في أهل الكتاب الذين كتموا صفة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قوله تعالى : { لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء } الآية نزلت في فنحاص اليهودي وذلك أنه لما نزل قوله تعالى : { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } [ البقرة : 245 ] قال فنحاص اليهودي : إن الله فقير يحتاج الى قرض فنزلت الآية ، ومعنى { سمع الله قولهم } أنه لم يُخْف عليه وأنه أعدَّ له كناية من العقاب { سنكتب ما قالوا } في صحائف اعمالهم وهذا على جهة الوعيد { ونقول لهم } يوم القيامة { ذوقوا عذاب الحريق } كما أذقتم المسلمين الغصَص { ذلك } إشارةً إلى ما تقدَّم من عقابهم ، وذكر الأيدي لأن أكثر الأعمال يقع بها ، قوله تعالى : { الذين قالوا إن الله عهد إلينا } الآية نزلت في جماعة من اليهود منهم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب قالوا : يا محمد إن الله عهد إلينا في التوراة { ألاَّ نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار } فإن زعمت أن الله بعثك إلينا فجئنا به نُصدقك ، فنزلت الآية ، وعن الكلبي والسدي قال : أن الله تعالى : أمر بني إسرائيل في التوراة من جاءكم يزعم أنه نبي فلا تصدقوه حتى يأتيكم بقربان تأكله النار ، حتى يأتيكم المسيح ومحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإذا أتياكم فآمنوا بهما فإنهما يأتيان بغير قربان وقد ألزمهم الله تعالى أن أنبياءهم جاؤوهم بالبيّنات الكثيرة وبالذي قالوا القربان حتى أوجب عليهم التصديق ، وجاؤوهم بالبيّنات أيضاً بهذه الآية التي اقترحوها { فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين } ، قوله تعالى : { فإن كذَّبوك } تسلية للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { فقد كذِّب رسل من قبلك جاؤوا بالبينَّات } الكثيرة التي توجب الصدق { والزبر } وهي الصحائف { والكتاب المنير } للتوراة والإِنجيل والزبور .