Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 185-189)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم } على طاعتكم ومعاصيكم { يوم القيامة فمن زحزح عن النار } الزحزحة التنحية والابعاد ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيَّتهُ وهو يؤمن بالله واليوم الآخر " { فقد فاز } أي فقد حصل له الفوز العظيم ، قوله تعالى : { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } شبَّه الدنيا بالمتاع الذي يدلس به على المستام المشتري والشيطان نعوذ بالله منه هو المدلس والغرور ، وعن سعيد بن جبير : إنما هو لمن آثر الدنيا على الآخرة فأما من طلب الآخرة بها فإنها متاع بلاغ قوله تعالى : { لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب } الآية نزلت في كعب بن الأشرف كان يهجو النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويحرض المشركين عليه حتى أذاهم فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من لي بابن الأشر " فقال محمد بن سلمة : أنا ، فخرج محمد بن سلمة مع جماعة فقتلوه غيلة وأتوا برأسه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) آخر الليل وهو قائم يصلي ، وقيل : نزلت في فنحاص اليهودي سيِّد بني قينقاع لما قال : قد احتاج رب محمد إلى القرض ، قوله تعالى : { فإن ذلك من عزم الأمور } أي من معزومات الأمور ، أي مما يجب العزم عليه من الأمور ، أو مما عزم الله أن يكون بمعنى أن ذلك عزمة من عزمات الله سبحانه لا بدّ لكم { أن تصبروا وتتَّقُوا } ، قوله تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب } يعني اليهود { لتبيننه للناس } يعني تبينوا الكتاب { ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم } دليل على أن القوم عملوا به على غير ما أمروا وكفى به دليلاً على أنه مأخوذ به على العلماء ان يبينوا الحق وما عَلّموه للناس ولا يكتموا منه شيئاً ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من كتم علماً عن أهله ألجمه الله بلجام من نار " ، وعن محمد بن كعب : لا يحل لأحد من العلماء ان يسكت على ما علمه ولا يحل لجاهل أن يسكت على جهله حتى يسأل ، وعن علي ( عليه السلام ) : " ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا " ، وقُرئ ليُبيننه للناس ولا يكتمونه بالياء فيهما لأنهم غُيَّبٌ ، قوله تعالى : { ولا تحسبنَّ } خطاب لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا } الآية قيل : نزلت في أهل النفاق لأنهم كانوا يجتمعون في التخلف عن الجهاد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإذا رجعوا اعتذروا { ويحبُّون } أن تقبل منهم ليحمدوا بما ليس لهم عليه من الايمان ، وقيل : نزلت في أهل الكتاب فرحوا بالاجتماع على التكذيب لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكتمان أمره ، وأحبُّوا أن يحمدوا بما ليس فيهم ، وقيل : فرحوا بما فعلوا من كتمان نعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا } من اتباع دين ابراهيم ( عليه السلام ) حيث ادّعوا أن إبراهيم كان على اليهوديَّة وأنهم على دينه ، وقيل : هم قومٌ تخلّفوا عن الغزو مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قوله تعالى : { ولله ملك السموات والأرض } فهو يملك أمرهم { وهو على كل شيء قدير } فهو يقدر على عقابهم .