Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 23-27)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ألم تر الى الذين أُوتُوا نصيباً من الكتاب } الآية نزلت في اليهود ، " وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دخل مدراسهم فدعاهم ، فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد : على أي دين أنت ؟ قال : " على ملَّة إبراهيم " . قالا : إن إبراهيم كان يهودياً ، قال لهما : " إن بيني وبينكما التوراة " ، فأبيا " ، وقيل : نزلت في الرجم . " روي عن ابن عباس أن رجلاً وامرأة زنيا وكانا ذا شرف وكان في كتابهم الرجم فكرهوا رجمهما لشرفهما ، فرجعوا في أمرَهما إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ورجوا أن تكون عنده رخصة فأمر بالرجم ، فقالوا : ليس عليهما الرجم ، فقال : " بيني وبينكم التوراة فمن أعلمكم بالتوراة ؟ " فقالوا : عبد الله بن صوريا فأتوا به ودعوا بالتوراة ، فلما أتى على آية الرجم وضع يده عليها ، فقال عبد الله بن سلام : يا رسول الله قد جاوز موضعها فرفع يده فوجدوا آية الرجم ، فأمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بهما فرجما ، فغضب اليهود غضباً شديداً " { ما كانُوا يفترون } في قولهم قالوا : إن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم ، قوله تعالى : { فكيف إذا جمعناهم } كيف يكون حالهم { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء } تعطي من تشاء النصيب الذي قسمته له واقتضته حكمتك ، وروي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، حين فتح مكة وعد أُمَّته ملك فارس والروم ، فقال اليهود والمنافقون : من أين لمحمد ملك فارس والروم ؟ فنزلت الآية ، وقيل : " نزلت يوم الخندق فظهر حجر عظيم وجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فضربها ثلاث ضربات وكسرها بمعول وكان يبرق منها بكل ضربة برق عظيم ، فكبّر تكبيرة الفتح ، فسُئِلَ عن ذلك ، فقال : " أخبرني جبريل أن أُمتي ستظهر على ملك فارس والروم " فاستبشر المسلمون ، فقال المنافقون : إنه يعدكم الباطل إنما نحفر الخندق من الفرق " فنزلت الآية ، قال جارالله : " وروي أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما خط الخندق عام الأحزاب وقطع لكل عشرة أربعين ذراعاً وأخذوا يحفرون خرج من بطن الخندق صخرة كالتل العظيم لم تعمل فيها المعاول ، فخرج سلمان إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يخبره فأخذ المعول من سلمان فضربها ضربة صدَّعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها لكأنَّ مصباحاً في جوف بيت مظلمٍ ، وكبّر وكبّر المسلمون وقال : " أضاء لي منها قصور الحيرة كأنها أنياب الكلاب " ، ثم ضرب الثانية فقال : " أضاءت لي منها البقور ، الخمر من الروم " ثم ضرب الثالثة وقال : " أضاءت لي منها قصور صنعاء وأخبرني جبريل أن أُمّتِّي ظاهرة علي كلها فابشروا " فقال المنافقون : ألا تعجبون يمنيكم الباطل ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ، وأنها تفتح لكم مدائن كسرى ، وأنكم إنما تحفرون الخندق من الفرق ، ولا تستطيعون أن تبرروا " ، فنزلت الآية : { وتعز من تشاء } قيل : بعز القناعة ، وقيل : بعز الطاعة { بيدك الخير } تؤتيه أولياءك على رغم أعدائك خير الدنيا والآخرة { تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل } وذلك بقدرته الباهرة ، بذكر حال الليل والنهار بالمعاقبة بينهما وحال الحي والميت في إخراج أحدهما من الآخر ، وهو أن يخرج المؤمن من الكافر وعكسه ، وفي بعض ما رواه في الكشاف أن الله ملك الملوك قال : " قلوب الملوك ونواصيهم بيدَي فإن العباد أطاعوني جعلتهم عليهم رحمة وإن العباد عصوني جعلتهم عليهم عقوبة فلا تشتغلوا بسب الملوك ولكن توبوا إليَّ أعطفهم عليكم " ، وهو معنى قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " كما تكونوا يولى عليكم " .