Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 18-22)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وروي أنها لما نزلت : { شهد الله أنه لا إله إلا هو } الآية ، كان عند الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً فخرجت كلها على وجهها لشهادة الله تعالى بأنه لا إله إلا هو ، ومعنى شهد : قضى وحكم ، وقيل : اعلم وأمر ، روي أن اسم الله الأعظم في هذه الآية { إن الدين عند الله الإسلام } هو العدل والتوحيد ، وهو الدين عند الله { وما اختلف الذين أوتُوا الكتاب } قيل : هم أهل التوراة ، وقيل : هم النصارى اختلفوا في أمر عيسى ( عليه السلام ) { إلا من بعد ما جاءهم العِلم } قيل : العلم بأن دين الله الإِسلام ، وقيل : العلم الحق بأن محمداً نبيٌّ ، وقيل : بأن عيسى عبد الله ورسوله { بغياً } أي ظلماً وحسداً { ومن يكفر بآيات الله } أي بحججه ، قيل : التوراة والإِنجيل ، وما فيهما من صفة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { فإن الله سريع الحساب } سريع الجزاء { فإن حاجُّوك فقل أسلمت وجهي لله } قيل : إن اليهود والنصارى قالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لسنا على ما سميتنا وإنما نحن على دين الإِسلام ، فنزلت هذه الآية ، وقيل : حاجُّوا في عيسى ( عليه السلام ) فنزلت هذه الآية ، قوله : { فإن حاجُّوك } جادلوك في الدين ، قيل : وفد نجران ، وقيل : اليهود والنصارى ، وقيل : جميع الكفار ، وقوله : { أسلمت وجهي لله } أي أخلصت نفسي وجملتي لله وحده ، وقيل : وجهي عملي أي أخلصت قصدي وعملي لله تعالى ، قوله تعالى : { وقل للذين أُوتُوا الكتاب من اليهود والنصارى والأميّين } الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب { أسلمتم } يعني أنه قد أتاكم من البيّنات ما يوجب إسلامكم ويقتضي حصوله لا محالة ، فهل أسلمتم أم أنتم على كفركم { فإن أسلموا فقد اهتدوا } نَفَعوا أنفسهم حيث خرجوا من الضلال إلى الهدى ، ومن الظلمة إلى النور ، قوله : { وإن تولوا } فلن يضروك فإنك رسول الله { فإنما عليك البلاغ } أن تبلِّغ الرسالة ، قوله تعالى : { ويقتلون النبيّين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون } وهم أهل الكتاب ، وعن أبي عبيدة بن الجراح قال : " سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أي الناس أشدّ عذاباً يوم القيامة ؟ قال : رجل قتل نبيَّاً ، أو رجلاً أمر بمعروف ونهى عن منكر ثم قرأ هذه الآية ، قال يا أبا عبيدة : قتلت بنو اسرائيل ثلاثة واربعين نبياً من أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مائة واثني عشر رجلاً من عباد بني إسرائيل فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ، فقتلوا جميعاً من آخر النهار " .