Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 44-51)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وجيهاً في الدنيا والآخرة } في الدنيا بالنبّوة ، وفي الآخرة بالشفاعة وعلوّ الدرجات في الجنة ، قوله تعالى : { ومن المقربين } رفعه الله إلى السماء وصحبته الملائكة { ويكلم الناس في المهد } ما يُمهَّد للصبي في مضجعه { وكهلا } المعنى ويكلم الناس في هاتين الحالين كلام الأنبياء من غير تفاوت في حال الطفولية وحال الكهولية { ويعلمه الكتاب } قيل : الخط { والحكمة } سنن الأنبياء ( عليهم السلام ) ، وقيل : قسم الله الخط عشرة أجزاء جعل للمخلوقين جزءاً ولعيسى ( عليه السلام ) تسعة أجزاء ولما رفع عيسى ( عليه السلام ) بكت عليه مريم بكاءاً عظيماً فهبط بعد سبعة أيام وأخبرها بحاله وعاشت أمه بعد رفعه ثلاث سنين ، وقيل : ستاً وحملت به ولها ثلاث عشرة سنة ورفع ( عليه السلام ) وله ثلاث وثلاثون سنة { ورسولاً } أي جعله رسولاً إلى بني إسرائيل وكان أول أنبياء بني إسرائيل موسى ( عليه السلام ) وآخرهم عيسى ( عليه السلام ) { إني قد جئتكم } أي قال لهم لما بعث : إني قد جئتكم { بآية } أي بحجةٍ وعلامةٍ ودلالةٍ على نبُّوَّتي { كهيئة الطير } أي كصورة الطير { فانفخ فيه } قيل : في المهيَّا ، وقيل : في الطين ، قيل : أخذ طيناً فجعل منه خفاشاً ثم نفخ فيه فطار { فيكون } طائراً حيَّاً يطير ، وروي أنه ( عليه السلام ) نفخ فيه فطار والناس ينظرون حتى غاب عن أعينهم ثم سقط ميتاً بإذن الله تعالى وإنما أحياه عند نفخ عيسى معجزة له { وأبرئ الأكمه } هو الذي يولد أعمى ، وقيل : هو الممسوح العين ، وروي أنه ربما اجتمع عليه خمسون ألفاً من المرضى من أطاق منهم أتاه ومن لم يطق أتاه عيسى ( عليه السلام ) وما كانت مداواته إلا بالدعاء وحده { وأحيى الموتى } روي أنه أحيى سام بن نوح وهم ينظرون فقالوا : هذا سحرٌ فأرنا آية ، فقال : يا فلان أكلت كذا ، ويا فلان خبئ لك كذا { وما تدخرون } يعني ما معكم في بيوتكم { إن في ذلك لآية } لحجة عظيمة { إن كنتم مؤمنين } مصدقين بما جئت به { ولأُحِلَّ لكم بعض الذي حرم عليكم } في شريعة موسى الشحوم ولحم الابل وكل ذي ظفر { وجئتكم بآية من ربكم } شاهدة على رسالتي ، وهي قوله : { إن الله ربي وربكم } لأن جميع الرسل ( عليهم السلام ) كانوا على هذا القول وآية أخرى من خلق الطين وإبراء الأكمة وإحياء الموتى .