Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 52-58)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قال الحواريون نحن أنصار الله } يعني أنصار دينه ، قيل : سموا حواريين لنقاء قلوبهم وإخلاص سرائرهم في طاعة الله تعالى أعلم أن الحواريين كانوا أصفياء عيسى وأولياءه وأنصاره ووزراءه ، وكانوا إثني عشر رجلاً ، واختلف العلماء فيهم ومَن هم ولِم سموا بهذه الأسماء فقال ابن عباس : كانوا صيادين يصيدون السمك فمرَّ بهم عيسى ، فقال : " من أنصاري إلى الله ؟ " فقالوا : منْ أنت ؟ قال : " أنا عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله " قالوا : فهل يكون أحد من الأنبياء فوقك ؟ قال : " نعم النبي العربي فاتبعوه وآمنوا به وانطلقوا معه " وقيل : كانوا ملاحين ، وقيل : كانوا قصارين يجورون الثياب أي يبيضونها ، وقيل : كان الحواريون اثني عشر رجلاً تبعوا عيسى ابن مريم ، وكانوا إذا جاعوا قالوا : يا روح الله جعنا فيضرب بيده إلى الأرض سهلاً كان أو جبلاً فيخرج لكل واحد منهم رغيفين فيأكلهما ، وإذا عطشوا قالوا : يا روح الله عطشنا فيضرب بيده إلى الأرض فيخرج لهم ما يشربون ، وقيل : الحواريون هم الأنصار ، وروي أنهم قالوا : يا روح الله من افضل منّا ؟ قال : " الذي يعمل بيده ويأكل من كسبه " فصاروا يغسلون الثياب بالكرى ويأكلون ، وقيل : صنع ملك من الملوك طعاماً فدعا الناس إليه وكان عيسى ( عليه السلام ) على قصعة وكانت القصعة لم تنقص ، فقال الملك : من أنت ؟ قال : " أنا عيسى ابن مريم " فقال : إني أترك ملكي وأتبعك ، فانطلق بمن اتبعه منهم فهم الحواريون { فاكتبنا مع الشاهدين } قيل : مع الأنبياء الذين يشهدون لأممهم ، ومع الذين يشهدون بالوحدانيَّة ، وقيل : مع أمة محمد لأنهما شهداء على الناس { ومكروا } يعني بني إسرائيل الذي أحسَّ منهم بالكفر ، ومكرهم أنهم وكلوا به من يقتله غيلةً { ومكر الله } أي رفع عيسى إلى السماء ، وألقى شبهه على من أراد اغتياله حتى قتل { والله خير الماكرين } أي أقواهم وأنفذهم كيداً وأقدرهم على العقاب من حيث لا يشعر المعاقب { إني متوفيك } أي مستوفي أجلك ، ومعناه عاصمك من أن يقتلك الكفار ومؤخرك إلى أجل أكتبه لك ، قوله تعالى : { ورافعك إلي } أي إلى سمائي ومقر ملائكتي { ومطهرك من الذين كفروا } من سوء جوارهم وخبث صحبتهم ، وقيل : متوفيك قابضك من الأرض ، وقيل : متوفي نفسك بالنوم من قوله تعالى : { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها } [ الزمر : 42 ] ورافعك وأنت نائم حتى لا يلحقك خوف { وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة } يعلونهم بالحجة والسيف ومتبعوه هم المسلمون ، لأنهم متبعوه في الإِسلام وإن اختلفت الشرائع دون الذين كذبوا من اليهود والنصارى { ثم إليَّ مرجعكم فأحكم بينكم } تفسير قوله تعالى : { فأما الذين كفروا فأعذبهم عذاباً شديداً في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين } قوله تعالى : { وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم } ، { ذلك } إشارة إلى ما سبق من نبأ عيسى ( عليه السلام ) وغيره { من الآيات } الخبر { والذكر الحكيم } القرآن ، لأنه ينطق بالحكمة ، وعن بعض العلماء أنه أسر بالروم فقال لهم : لم تعبدون عيسى ( عليه السلام ) ؟ ، قالوا : لأنه لا أب له ، قال : فآدم أولى لأنه لا أبوين له ، قالوا : كان يحيي الموتى ، قال : فحزقيل أولى ، لأن عيسى ( عليه السلام ) أحيى أربعة نفر وحزقيل ( عليه السلام ) أحيى ثمانية آلاف ، قالوا : كان يبرئ الأكمه والأبرص ، قال : فجرحيش أولى ، لأنه طبخ وأحرق ، ثم قام سليماً .