Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 14-23)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون } يعني أهل الجمع يجمعون ثم يتفرقون فيصيرون فريقين كما قال فريق في الجنة وفريق في السعير { فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون } قيل : يكرمون أو يتمتعون ويسرون { وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون } أي يحضرون في جهنم للعذاب { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } هذا خبر والمراد الأمر أي سبحوه أو نزهوه عن أن تصفوه بما لا يليق به من الصفات والأسماء والأفعال ، وقيل : المراد به الصلوات الخمس ، وقيل لابن عباس : هل تجد الصلوات الخمس في القرآن ؟ قال : نعم ، وتلا هذه الآية { تمسون } صلاة المغرب والعشاء { وتصبحون } صلاة الفجر { وعشيا } صلاة العصر { وحين تظهرون } صلاة الظهر { وله الحمد في السماوات والأرض } يعني هو المستحق للحمد لأنه هو المنعم عليهم ، ومعناه على المميزين كلهم من أهل السماوات والأرض أي يحمدوه { يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي } قيل : النطفة من الإِنسان والإِنسان من النطفة ، وقيل : المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن { ويحيي الأرض بعد موتها } من النبات والثمار بعد موتها وهو إخراج النبات منها { وكذلك تخرجون } ومثل ذلك الإِخراج تخرجون وتبعثون { ومن آياته } من حججه { أن خلقكم من تراب } الآية ، خلق أصلكم منه { ثم إذا أنتم بشر تنتشرون } { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً } لأن حواء خلقت من ضلع آدم والنساء بعدها خلقن من أصلاب الرجال أو من شكل أنفسكم وجنسها لا من جنس آخر { لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } بين المرأة وزوجها ولم يكن بينكم سابقة في معرفة ولا لقاء ولا سبب يوجب التعاطف من قرابة ورحم ، وعن الحسن : المودة كناية عن الجماع والرحمة عن الولد ، وقيل : أن الرحمة والمودة من قبل الله { إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } فيها { ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم } باختلاف اللغات وأجناس النطق وأشكاله ، خالف عز وجل بين هذه الأشياء حتى لا تكاد تسمع منطقين متفقين في همس ولا فصاحة ولا لكنة ولا نظم ولا أسلوب ولا غير ذلك من صفات النطق ، وكذلك الصور والألوان ولاختلاف ذلك وقع التعارف ، وإلا فلو اتفقت وتشاكلت وكانت ضرباً واحداً لوقع التجاهل والالتباس ولتعطلت مصالح كثيرة { إن في ذلك لآيات للعالمين } المكلفين لأن ذلك يشاهده كل أحد { ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله } أي طلبكم من نعمته .