Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 24-29)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومن آياته يريكم البرق خوفاً } وهو نار يحدث في السحاب خوفاً { وطمعاً } من الحلف وطمعاً في المطر ، وقيل : خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم { وينزّل من السماء ماء فيحي به الأرض بعد موتها } بعد يبسها { إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون } يستدلون { ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره } أي قوّمها من غير عمد ، يعني قيام السماء والأرض واستمساكهما بغير عمد من أعظم الآيات على توحيده بأمره ، أي بقوله كونا قائمتين { ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون } وذلك خروج الموتى من القبور إذا دعاهم دعوة من الأرض دعوة واحدة يا أهل القبور اخرجوا والمراد سرعة وجود ذلك وهو منادي القيامة { وله من في السماوات والأرض } ملكاً وخلقا { كلٌ له قانتون } مطيعون في تصريفه لا يمتنع عليه شيء مما يريد بهم من إحياء أو موت أو صحة أو مرض { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده } أي يخلقهم ابتداء ثم يعيدهم بعد الفناء { وهو أهون عليه } أي هيّن عليه سهل يسير { وله المثل الأعلى } الوصف الأعلى الذي ليس لغيره مثله مذ عرف به ووصف { في السماوات والأرض } وهو أنه القادر لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة وغيرهما من المقدروات ، ويدل عليه قوله : { وهو العزيز الحكيم } أي القادر على كل مقدور الحكيم في صنعه ، وعن مجاهد : المثل الأعلى قوله لا إله إلا الله ومعناه أوله الوصف الأعلى الذي هو الوصف بالوحدانية ويعضده قوله : { ضرب لكم مثلاً من أنفسكم } معناه هل ترضون لأنفسكم وعبيدكم أمثالكم بشر كبشر وعبيد كعبيد وأن يشاركهم بعضهم { فيما رزقناكم } من الأموال وغيرها أن تكونوا أنتم وهم فيه على السواء من غير تفصيلة بين حرٍّ وعبدٍ ، تهابون أن تستبدوا بتصرف دونهم وأن تفانوا بتدبير عليهم كما تهاب بعضكم بعضاً من الأحرار ، وإذا لم ترضوا فرب الأرباب ومالك الأحرار والعبيد أن تجعلوا بعض عبيده له شركاء { كذلك نفصِّل الآيات } أي نبينها لأن التمثيل مما يكشف المعاني ويوضحها { لقوم يعقلون } يعلمون بأن يستدلوا { بل اتبع الذين ظلموا } أي أشركوا بقوله تعالى : { إن الشرك لظلم عظيم } [ لقمان : 13 ] { بغير علم } أي اتبعوا { أهواءهم } جاهلين { فمن يهدي من أضل الله } أي من خذله ولم يلطف به لعلمه أنه ممن لا لطف له { وما لهم من ناصرين } من ينصرهم لينجيهم من عذاب الله تعالى .