Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 51-60)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً } وهو العاصف ، وقيل : رأوا سحاباً مصفَّراً لا مطر فيه { لظلّوا من بعده يكفرون } أي داموا على كفرهم ولم يرضوا بقضاء الله { فإنك لا تسمع الموتى } فيه تسلية للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتمهيلاً بعذره يعني إنك كما تعجز عن استماع الموتى تعجز عن استماع هؤلاء { ولا تسمع الصم الدعاء } أي لا تملك إسماع الصم كذلك هؤلاء لأنهم بمنزلة الصم حين تهدي كذلك هؤلاء { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } لأنه ينتفع بما يتلى عليه ويتدبره { فهم مسلمون } أي منقادون لله بما يتدبرون ويعلمون ، ثم عاد إلى ذكر الأدلة فقال سبحانه : { الله الذي خلقكم من ضعف } أي أوجدكم من نطفة { ثم جعل من بعد ضعف قوة } أي شباباً { ثم جعل من بعد قوة ضعفاً } وهو حال الكبر والهرم { يخلق ما يشاء وهو العليم القدير } القادر على تصريفهم كيف يشاء وتقليبهم من حال إلى حال { ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون } أي يحلفون إظهار المذلة والصِّغَر { ما لبثوا غير ساعة } قيل : في القبور ، وقيل : بعد انقطاع عذاب القبر ، وفيما بين فناء الدنيا إلى البعث ، وفي الحديث : " ما بين فناء الدنيا إلى البعث أربعون " لا يعلم أهي أربعون سنة أم أربعون ألف سنة ؟ وذلك وقت يقضون فيه وتنقطع عبراتهم ، وقيل : في الدنيا وذلك لما عاينوا أمر الآخرة كأنهم قالوا ما الدنيا في الآخرة إلا ساعة { كذلك كانوا يؤفكون } يكذبون بالدنيا حيث أخبروا عما لم يعلموا { وقال الذين أوتوا العلم والإِيمان } القائلون هم الملائكة والأنبياء والمؤمنون { لقد لبثتم في كتاب الله } في اللوح المحفوظ أو في علم الله وقضائه { إلى يوم البعث } ، قيل : ظنوا أن العذاب يتأخر عنهم عدة قليلة فبيّن لهم العلماء ان العذاب لا يتأخر عنهم { فهذا يوم البعث } حق { فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون } بأن يردوا إلى الدنيا ليتوبوا ، وقيل : لأن يقبل معاذيرهم { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل } يعني أنه بالغ في البيان ، وتصريف الآيات والأدلة ، وضرب الأمثال ، والوعد والوعيد ، فلم ينقادوا ولا يطيعوا والله أعلم { ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون } { كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون } ، قيل : الطبع سمةٌ يجعلها الله تعالى على قلوب الكافرين { فاصبر إن وعد الله حق } في نصرك وإظهار دينك ، قوله تعالى : { ولا يستخفنّك الذين لا يوقنون } ولا يحملنك على الخفَّة والقلق جزعاً مما يقولون ويفعلون فإنهم ضالّون شاكون ، وقوله : { لا يوقنون } بما أخبر الله تعالى به .