Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 40-50)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الله الذي خلقكم } أحدثكم ابتداء { ثم رزقكم } أي أعطاكم أنواع النعم { ثم يميتكم ثم يحييكم } بعد الممات { هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء } أي يقدر على مثل ذلك { سبحانه } براءة له من الشرك { و } من كل شيء { تعالى } جده { عما يشركون } { ظهر الفساد في البر والبحر } نحو الجدب والقحط ، وقلّة الريع في الزراعات ، والربح في التجارات ، ووقوع الموتان في الناس والدواب ، وكثر الغرق والحرق ، ومحق البركات من كل شيء ، وقلة المنافع في الجملة ، وكثرة المضار ، وعن الحسن : المراد بالبحر مدن البحر ، وعن عكرمة : العرب تسمي الأمصار البحار ، وعن ابن عباس : ظهر الفساد في البر بقتل ابن آدم أخاه ، وفي البحر بأن جلندى كان يأخذ كل سفينة غصباً { بما كسبت أيدي الناس } كسبت معاصيهم وذنوبهم { ليذيقهم بعض الذي عملوا } قيل : عقوبات بعض الذي عملوا { لعلهم يرجعون } عن أفعالهم القبيحة { قل سيروا في الأرض } روي عن ابن عباس أنه قال : من قرأ القرآن وعلمه فهو سائر في الأرض يعني أنه فيه أخبار الأمم { فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل } من قبلهم من الأمم الماضية كيف أهلكهم الله { كان أكثرهم مشركين } { فأقم وجهك للدين القيم } اي استقم للدين القيم { من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله } أي لذلك اليوم { يومئذ يصدعون } أي يتفرقون فريق في الجنة وفريق في السعير { من كفر فعليه كفره } أي جزاء كفره { ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون } أي يفرشون ويُسوُّون المضاجع في القبر والقيامة وهذا توسُّع ، والمراد أن من أصلح عمله فالله يجزيه الجزاء الحسن { ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله } ، قيل : من عطائه لأنه وعد الثواب الكثير على العمل القليل { إنه لا يحب الكافرين } أي لا يريد كرامتهم خلاف المؤمنين { ومن آياته أن يرسل الرياح } أي من حججه الدالة على توحيده أن يرسل الرياح لا يقدر عليه أحد إلا { مبشّرات } أي تبين بالمطر { وليذيقكم } يعطيكم { من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون } هذه النعم ، قوله تعالى : { ولقد أرسلنا من قبلك } يا محمد { رسلاً إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات } بالحجج { فانتقمنا من الذين أجرموا } أي أغفلناهم فأهلكناهم بسوء أفعالهم وفيه بشارة للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه ينتقم له من أعدائه { وكان حقاً علينا نصر المؤمنين } { الله الذي يرسل الرياح } يعني هو القادر على إرساله { فتثير سحاباً } أي تهيج سحاباً وتجمعه { فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً } أي قطعاً متفرقة أو متراكم بعضه ببعض { فترى الودق } المطر { يخرج من خلاله } من وسطه { فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون } { وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين } أي آيسين من نزول المطر { فانظر إلى آثار رحمة الله } أي المطر وانبات ما أظهر من النبات والأشجار { كيف يحيي الأرض بعد موتها } أي يحييها بالنبات والثمار بعد يبسها وجدوبتها فجعل اليبس والجدوبة بمنزلة الموت والنبات بمنزلة الحياة { إن ذلك لمحيي الموتى } يعني من كسى الأشجار وأخرج الثمار وكسى الأرض بأنواع النبات قادر على أن يحيي الموتى { وهو على كل شيء قدير } من البعث وغيره .