Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 10-15)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ خلق السماوات بغير عمد ترونها } قيل : ترونها بغير عمد يعني لا عمد لها وأنه عمدها بعمد لا يرى وهو إمساكها بقدرته { وألقى في الأرض رواسي } أي جبالاً { أن تميدَ بكم } كيلا تضطرب وتتحرك يميناً وشمالاً { وبث فيها من كل دابة } ما يدبّ على الأرض من أنواع الحيوان { وأنزلنا من السماء ماءً فأنبتنا فيها من كل زوج كريم } حسن { هذا خلق الله } ما تقدم ذكره { فأروني ماذا خلق الذين من دونه } يعني آلهتكم الذين عبدتموها وسميتموها آلهة وهي لا تستحق ذلك { بل الظالمون في ضلال مبين } { ولقد آتينا لقمان الحكمة } لقمان بن باعورا ابن أخت أيوب أو ابن خالته ، وقيل : كان من أولاد آزر ، وعاش ألف سنة وأدرك داوود ( عليه السلام ) ، وقيل : كان خياطاً ، وقيل : نجاراً ، وقيل : كان داعياً ، وأكثر الأقاويل أنه كان حكيماً ، وروي أنه كان نبياً ، وقيل : خيّر بين النبوة والحكمة ، وروي أنه كان عبداً أسود غليظ الشفتين ، وروي أن رجلاً وقف عليه في مجلسه فقال : ألست الذي ترعى في مكان كذا ؟ قال : بلى ، قال : ما بلغ بك ما أرى ؟ قال : صدقت الحديث والصمت عما لا يعنيني ، وروي أنه دخل على داوود ( عليه السلام ) وهو يسرد الدروع وقد ليَّن الله له الحديد كالطين فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت ، فلما أتمها لبسها وقال : نعم لبوس الحرب أنت ، وروي أن مولاه أمره بذبح شاة وأن يخرج منها أطيب مضغتين فأخرج اللسان والقلب ، ثم أمره بمثل ذلك بعد أيام فأخرج اللسان والقلب ، فسأله عن ذلك فقال : هما أطيب ما فيها إذا طابا وأخبث ما فيها إذا خبثا { أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه } أي نفعه له { ومن كفر فإن الله غني } عن الشاكرين وعن كل شيء لا يجوز عليه الحاجة { حميد } أي محمود فلا يجب الحمد إلا لله فله الحمد كثيراً دائماً { وإذ قال لقمان لابنه } قيل : اسم ابنه أنعم ، وقيل : أشكم ، وقيل : ابنه وامرأته كافرين فما زال بهما حتى أسلما { وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم } معناه لا تشرك بالله بأن تعبد معه غيره { ووصينا الإِنسان بوالديه } الآية نزلت في سعد بن أبي وقاص حلفت أمه لا تأكل طعاماً حتى يرجع عن دين محمد فلما رأته بعد ثلاثة أيام لا يرجع عن الإِسلام أكلت ، ومعنى وصيناه أمرناه بطاعة الوالدين وشكرهما { حملته أمه وهناً على وهن } أي ضعفاً على ضعف أو شدة بعد شدة ، وقيل : الولد وصعق الأم { وفصاله في عامين } أي فطامه { أن اشكر لي } على نعمتي { ولوالديك } على نعمتهما { إليّ المصير } إلى حكمي المرجع ، وروي عنه أنه قال : من صلى صلاة الخمس فقد شكر الله ، ومن دعا للوالدين عقيب الصلاة فقد شكر الوالدين { وإن جاهداك } على الكفر { أن تشرك بي ما ليس لك به علم } إشارة إلى بطلانه { فلا تطعهما } في ذلك { وصاحبهما في الدنيا معروفاً } يعني إذا كانا كافرين فلا تترك برّهما وأحسن عشرتهما في أمور الدنيا وإن وجب مخالفتهما في الدين ، فأما أبواب الدين : { واتبع سبيل من أناب إلي } أي سلك طريق العلماء وطريق محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { إليّ مرجعكم } أي إلى حكمي { فأنبئكم بما كنتم تعملون } أي بأعمالكم .